خلال الملتقى الأول للهجرة بالفقيه بن صالح... ندوة علمية تشخص واقع حال الهجرة بالمنطقة وترصد الحلول والرهانات الممكنة لتطويرها

 . 

الفقيه بن صالح: أطلس 24 

بحضور  عامل إقليم الفقيه بن صالح والمجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني المهتمين بقضية الهجرة الدولية و عدد كبير من مغاربة العالم المنحدرين من المنطقة، تم يوم العشر من غشت 2023 بمدينة الفقيه بالمركب الثقافي، الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر قي نسخته الأولى تحت شعار : ” الشباب المغاربة بالخارج .. انتظارات واسهامات ” والحفل الذي كان من تنظيم جمعية المستقبل /جمعية سيميرا/جمعية الخاوة العميرية الموساوية بالخارج /جمعية ملتقى الهجرة والتنمية/ والوكالة البلجيكية للتنمية  Enabe.

هذا الاحتفال جاء ليجسد الروابط بين المهاجرين الدوليين وبلدهم الأم, وتخلل هذا الملتقى ندوة علمية وازنة ضمت أساتذة وباحثين ومهتمين بقضية الهجرة. 

وجاءت مداخلة ابراهيم ذهباني رئيس جمعية ملتقى الهجرة والتنمية  حول موضوع الديناميات والتشبيك بالمنطقة ومساهمة الهجرة الدولية في التنمية المحلية،  استحضر من خلالها أهم المحطات التي عرفتها المنطقة فيما يخص عمل الجمعيات و المشاريع المشتركة المرتبطة بالتنمية المحلية، وربط العديد من الشراكات بين جمعيات محلية ودولية في إطار التعاون الدولي في معالجة قضايا الهجرة، وأكد ذهباني على الدور الكبير الذي تلعبه جمعية ملتقى التنمية و الهجرة محليا ووطنيا في معالجة ظاهرة الهجرة الدولية بمختلف تأثيراتها المجالية والمجتمعية، وكان لجمعية ملتقى الهجرة والتنمية السبق على المستوى المحلي في الاشتغال على الظاهرة لأزيد من 12 سنة راكمت خلالها تجربة تبقى مهمة .

و كان لها دخلات واضحة فيها يخص ملفات الهجرة الغير النظامية والتحسيس بخطورة الظاهرة لاستغلالها من طرف مافيات التجار في البشر . وعودة لمسألة التشبيك أشاد رئيس جمعية ملتقى التنمية و الهجرة ببعض التجارب الناجحة في المجال كمشاريع إيرسو 5+5 للتعاون جنوب جنوب وشمال جنوب ولجنة سالم تضم مؤسسات جمعيات ومجالس منتخبة وفضاء التشاور في تنزيل السياسات الهجروية على المستوى الجهوي DEPOMI وتواجد على المستوى الوطني منظمات دولية مهتمة بالموضوع كشبكة *RAMRE *

و بالنسبة لمدينة الفقيه بن صالح كانت  مبادرات جمعيات المغاربة بالمجهر القيام ببعض الأنشطة عند العودة السنوية، و أهمها  مبادرة قدماء تلامذة الكندي بالمغرب والمهجر التي استطاعت جمع لأول مرة في تاريخ المنطقة كفاءات من المغرب و المهجر  و المناقشة بشكل صريح وجاد ، ومن نقاط القوة الذي تتميز به الجالية أن المنطقة تضم عدد مهم من المهاجرين بالديار الايطالية والاسبانية حتى أصبح تسمى الفقيه بن صالح بميلانو المغرب، وكان لهذا التواجد المهم لأبناء الجالية بالمهجر الأثر الواضح على الاستثمارات بمسقط رأسهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المناطق والملاحظ كثرة العقارات والمقاهي و المشاريع الاستثمارية المنشأة من طرف مهاجرين دوليين من أبناء المنطقة الشيء الذي أعطى قيمة مضافة للمنطقة اقتصاديا واجتماعيا .

ومن نقاط الضعف تواضع العمل الجمعوي الخاص بالهجرة الدولية بالمنطقة ويكون موسميا أحيانا ، الصعوبات في ممارسة حق التصويت بالنسبة للمهاجر، صعوبة الوصول إلى المعلومة وإلى الإحصائيات الخاصة بالهجرة في المنطقة، وكان هذا من مطالب الجمعية بإدراج خانة للهجرة الدولية بالإحصاء العام للسكان المقبلة 2024. من الصعوبات أيضا ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المهاجرين الدوليين ببلد المهجر الشيء الذي ساهم في عودهتم لبلده الأصل وهنا طرح ذهباني عدة إكراهات منها صعوبة الاندماج صعوبة إيجاد عمل قار صعوبة تمدرس أبناء المهاجرين العائدين ويرها من المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية .

و اعتبر رئيس الجمعية أنه من النواقض أيضا ضعف التشبيك بين الجمعيات والمؤسسات العاملة في الموضوع، و من الصعوبات كذلك التي تعيق هذه الدينامية الازمة الاقتصادية و تأثيرها على مستوى المعيشة، التيارات السياسية في أوروبا المعادية لمغاربة العالم، التقليل من الهجرة الوافدة في بعض الدول…. في الاخير ذكر الاستاذ  ذهباني بعض الاستنتاجات والعبر التي يجب الانتباه لها و العمل على تجاوزها ومنها ضعف التواصل بين أعضاء الجالية والمؤسسات رغم الحملات التي تقوم بها هذه الأخيرة، مع صعوبة الحصول على المعلومة الصحيحة والترويج لأطروحات كاذبة، وأيضا قلة الجمعيات المحلية التي تشتغل على موضوع الهجرة مع غياب الالتقائية في البرامج لدى الجمعيات القليلة المهتمة بالموضوع والمنظمات الدولية العاملة على مشاريع الهجرة، غياب الاستمرارية للبرامج والمشاريع، وأغلبها تعمد على المبادرة الفردية للمهاجرين أنفسهم، يسجل أيضا ضعف التكوين في ميدان المواكبة والاستقبال بالنسبة للمؤسسات، مع ضعف التكوين حول اختصاصات القوانين والمسؤوليات بالنسبة لمغاربة العالم.

هذا و تناول الأستاذ رضوان ماضي أستاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال موضوع * L’ancrage territorial un atout des migrants de la Région de Beni Mellal، وانطلق الاستاذ ماضي في كلمة من خطاب صاحب الجلالة الملك نصره الله ، على إيلاءه الاهتمام الكبير لمغاربة العالم، وأشار الاستاذ إلى الدور الكبير الذي يلعبه مغاربة العالم في الدفاع عن المصالح الكبرى للوطن ومنها الحفاظ على التراث اللامادي لبلادنا، وذلك بوجود معركة تهم القوى الناعمة ومدى تأثيرها على الهويات الوطنية، وهي مسألة لابد من استحضارها والدفاع عنها من لدن مغاربة العالم باعتبارهم هم السفراء الحقيقيين للمغرب. ويمثل الحفاظ على الهوية المغربية جزءًا مهمًا من انتماء مغاربة العالم لثقافتهم وتراثهم الوطني. يُعَزِّز هذا الانتماء القوة النفسية والروحية للفرد ويمكنهم بذلك الشعور بالفخر بما يمثلونه، يعتبر ماضي الحفاظ على الهوية المغربية لدى مغاربة العالم وسيلة للمحافظة على الروابط العائلية والاجتماعية مع الوطن، يمكن لمغاربة العالم أن يكونوا جسرًا للتعاون والتبادل الاقتصادي والتقني بين الوطن والمجتمعات التي يعيشون فيها.

و شدد منسق ماستر الهجرة الدولة بجامعة السلطان مولاي سليمان أنه يمكن أن يكون لمغاربة العالم دور في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب من خلال الاستثمار ونقل الخبرات والمعرفة، و جسرًا للتفاهم والحوار بين مجتمعاتهم ومجتمعات البلدان التي يعيشون فيها. وكمن دورهم في تعزيز الفهم المتبادل وتقديم صورة إيجابية عن الثقافة المغربية ، من خلال الحفاظ على اللغة العربية والأمازيغية والقيم والتقاليد المغربية، والنقطة الثانية التي عالجها الاستاد هي مسألة الهوية في أبعادها المتعددة إن على المستوى الجيوسراتيجي والاقتصادي مع استحضار مسألة السيادة لدى الدول أصبحت مطروحة وبقوة وتحدت الاستاد ماضي عن السيادة الغذائية في الابعاد الوطنية، والرجوع إلى تتمين وتجويد المنتوج المحلي لتجسيد مسألة السيادة .

كما طرح الأستاذ مسألة الهوية والتعدد اللغوي وتحديد عناصر الهوية المغربية مع استحضار مسألة التعدد خاصة على الصعيد الجهوي والمحلي، لأن العولمة اغتصبت الهوية ومنها الهوية المغربية الأصيلة .، كما أشار الاستاذ إلى الدور الكبير الذي لعبته الجامعة بالاهتمام بقضايا مغاربة العالم وتخصيص ماستر الجهرة الدولية المجال والمجتمع بجامعة السلطان مولاي اسليمان ببني ملال، الذي راكم انتاجات مهمة للباحثين في قضية الهجرة بمختلف تمفصلاتها وتأثيراتها المجتمعية و المجالية، في الأخير أكد الاستاذ  ماضي على أهمية المساهمة في التنمية المحلية من لدن مغاربة العلم في أبعادها المحلية واستحضار الموارد الذاتية وتجويدها، ولم ينسى الاستاد التطرق للدور الاجتماعي الكبير الذي لعبه مغاربة العالم إبان الجائحة والتحويلات المهمة التي بلغت 200 مليار درهم سنة 2020التي ساهمت وساعدت الدولة على ضمان نسبة مهمة من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي إبان الجائحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق