ناصر الزفزافي يحضر جنازة والده أحمد الزفزافي في أجواء إنسانية استثنائية
في خطوة استثنائية تعكس البعد الإنساني للمؤسسات السجنية، سمحت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج للناشط ناصر الزفزافي، المعتقل على خلفية "حراك الريف"، بمغادرة زنزانته مؤقتًا لحضور جنازة والده الراحل أحمد الزفزافي.
توفي أحمد الزفزافي، والد قائد "حراك الريف"، يوم الأربعاء 3 شتنبر 2025 بعد صراع طويل مع مرض عضال، مخلفًا حالة من الحزن في منطقة الريف وبين عائلته وأنصاره. وقد كان الراحل، المعروف بمواقفه الثابتة في الدفاع عن ابنه، شخصية بارزة حضرت بقوة في المشهد الحقوقي المغربي خلال السنوات الأخيرة.
وأكدت مصادر متطابقة أن المندوبية منحت ناصر الزفزافي إذنًا استثنائيًا، مكّنه من المشاركة في مراسم التشييع والدفن، وهو إجراء ينص عليه القانون المغربي في حالات وفاة الأصول والفروع، حيث يُسمح للمعتقلين بمغادرة السجن بشكل مؤقت وتحت حراسة أمنية مشددة.
أقيمت صلاة الجنازة عصر الخميس 4 شتنبر بمسجد العتيق في جماعة أجدير قرب الحسيمة، قبل أن يُوارى جثمان الراحل الثرى بمقبرة المجاهدين. وحضر الجنازة جمع من الأهالي، الحقوقيين، وأبناء المنطقة، وسط أجواء مفعمة بالأسى والتأثر.
يرى متابعون أن هذا القرار يندرج ضمن مقاربة إنسانية من طرف إدارة السجون، حيث سبق لناصر أن استفاد في مناسبات سابقة من تراخيص مماثلة لزيارة والده خلال فترات مرضه. كما اعتبر آخرون أن الخطوة تعكس حرص السلطات على احترام البعد الحقوقي والقانوني في التعامل مع مثل هذه الحالات.
ناصر الزفزافي، الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة 20 سنة على خلفية أحداث "حراك الريف" التي اندلعت سنة 2017، ظل حاضرًا بقوة في النقاش العام حول قضايا الحريات وحقوق الإنسان بالمغرب. وحضور جنازته لوالده قد يشكل محطة جديدة تعيد تسليط الضوء على ملفه وعلى مطالب الإفراج عنه.
رحيل أحمد الزفزافي شكّل مناسبة حزينة لأسرة الزفزافي ومنطقة الريف، غير أن مشاركة ابنه ناصر في الجنازة، بترخيص استثنائي، أضفت على المشهد بعدًا إنسانيًا خاصًا يجمع بين القانون، العاطفة، والرمزية السياسية.

.jpeg)


.jpeg)



.jpeg)