دعوة عاجلة لإنقاذ فريق التطوع رجاء بني ملال لكرة القدم داخل القاعة
محمد المخطاري / أطلس 24
يأتي هذا النص تفاعلًا مع المقال العميق الذي كتبه الصديق إلياس مالح حول الوضع المقلق الذي يعيشه فريق رجاء بني ملال لكرة القدم داخل القاعة، والذي كشف فيه عن حجم الاختلالات والتهميش الذي يتعرض له هؤلاء الشباب. ما أورده المقال لا يمكن اعتباره مجرد سرد لوقائع معزولة، بل هو مرآة لواقعٍ أوسع يعاني منه قطاع الرياضة المحلية، وخصوصًا الرياضات الجماعية التي تعتمد أساسًا على روح التطوع والانتماء.
1. سياق النص: من التفاعل إلى التأصيل
يُفهم من مقال إلياس مالح أن فريق كرة القاعة ليس مجرد مجموعة رياضية، بل هو نموذج لمقاومة الإحباط، إذ يمارس لاعبوه نشاطهم دون أجر وبكثير من التضحيات. لذلك فإن طرح موضوعهم بهذا الشكل العلني ليس انتقادًا وإنما رسالة إنذار من داخل البيت الرياضي نفسه.
وتأصيلًا لهذه الرسالة، يصبح من الضروري النظر إلى القضية باعتبارها مسؤولية جماعية تتجاوز النادي لتشمل الفاعلين الإداريين، والسلطات المحلية، والمؤسسات المنتخبة، وحتى المجتمع المدني.
2. التأكيد على الطابع التطوعي للفريق
الحديث عن فريق "التطوع" ليس وصفًا أدبيًا، بل توصيف لواقع ملموس:
لاعبون يمارسون كرة القدم داخل القاعة بدون مقابل،
يلتزمون بحضور التداريب والمباريات،
يسعون لتمثيل المدينة بكرامة،
ويؤمنون بأن الرياضة فعل انتماء قبل أن تكون مهنة.
لكن مقابل هذه الروح، يواجه الفريق تجاهلًا غير مبرر في أبسط حقوقه: ولوج القاعة المغطاة في أوقات منتظمة.
3. الحاجة إلى تدخل عاجل وليس مجرد وعود
إنّ الأزمة المطروحة ليست تقنية أو ظرفية، بل هي مسألة تدبير تتطلب قرارًا واضحًا:
هل نريد أن نُبقي على هذا الفريق حيًا أم نتركه يتآكل بصمت؟
ولذلك، فإن النداء الذي أطلقه إلياس مالح، ويعاد تأصيله هنا، موجَّه إلى:
إدارة نادي رجاء بني ملال
السلطات المحلية
المجلس الجماعي
المديرية الجهوية للشباب والرياضة
وكل فعاليات المدينة الغيورة
هؤلاء جميعًا مدعوون للتحرك قبل أن نجد أنفسنا أمام انهيار حلم رياضي صنعه شباب تطوّعوا من أجل اسم المدينة.
4. فصل الخلافات الداخلية عن مستقبل الفريق
من أهم النقاط التي أثارها المقال الأصلي ضرورة تحييد الفريق عن صراعات النادي الأم. وهذا تأصيل جوهري لأنه يعيد التأكيد أن الرياضة، خصوصًا عندما تكون تطوعية، لا يجب أن تكون ساحة لتصفية الحسابات. فاللاعبون لا يطلبون امتيازات، بل فقط حيادًا يسمح لهم بالتدرب والاستعداد كباقي الفرق المغربية.
5. الرياضة كوجه المدينة
فريق كرة القاعة، رغم بساطته، هو وسيلة لتمثيل بني ملال وإبراز طاقاتها الشابة. وإضعافه يسيء لصورة المدينة ولروحها الرياضية. لذلك فالدعوة إلى التدخل ليست مطلبًا فئويًا، بل مطلبًا مجتمعيًا يمسّ هوية المدينة ومكانتها في الساحة الرياضية.
إن إعادة طرح الموضوع بعد مقال إلياس مالح ليس تكرارًا، بل تثبيتًا لرسالة مركزية:
لا تتركوا فريق التطوع رجاء بني ملال لكرة القدم داخل القاعة ينهار، فهو ملك لكل أبناء المدينة، وليس طرفًا في أي صراع.
التدخل العاجل اليوم ليس خيارًا، بل ضرورة لإنقاذ شغفٍ صادق وحلم رياضي يستحق الحياة.



.png)
.png)
.png)

.png)
.png)