المنتخب المغربي ضد الشيلي..درس في الوطنية والأداء الجماعي الفعال


عبد اللطيف شعباني

 تمكن الكوتش وليد الركراكي من تشكيل منتخب مغربي قوي ومتجانس في خطوطه ، لقد إنتقل الأثر بسرعة بفضل لمسة الركراكي من الوداد الرياضي إلى عرين أسود الأطلس، تلاحم كبير بين العناصر الوطنية، وقتالية لم نعهدها إلا مع المدرب الفرنسي رونار..

فقد قدمت عناصر المنتخب مقابلة كبيرة وخاصة على مستوى الشق الدفاعي، مع تواجد اللاعبين رومان سايس وأشرف داري مع طول القامة والسخاء البدني الكبير، واللاعبين أشرف حكيمي ونصير مزراوي، مع لياقة كبيرة وسرعة فائقة.

وهناك تحسن كبير للاعب الربط سفيان امرابط ، ثقة كبيرة في النفس، بعدما كان من السهل ضياعه للكرة منه ، ليتحول إلى سقاء وضابط الإيقاع إلى جانب كل من عز الدين أوناحي المتألق في مرواغاته .

فهناك خيارات كثيرة أمام وليد من قبيل جبران وأملاح والصابيري وحارث وغيرهم الكثير.

ويظل النجم حكيم زياش وفيا لأسلوب لعبه بالاعتماد على الكرات الطويلة، لكنه اليوم على غير العادة أظهر شراسة كبيرة وقتالية عالية في الجهة اليمنى، مع تفاهم جيد مع الجناح الطائر حكيمي، لقد كانت عودته للمنتخب الوطني المغربي ستفيده هو شخصيا ، ويستعد جمهور أسود الأطلس كذلك.

كما يبقى الأسد سفيان بوفال واحدا من صناع النصر أمام منتخب تشيلي؛ لقد ظهر بعد العودة من الإصابة بمظهر جيد جدا ومميز بمراوعاته، لكنه يبالغ فيها كثيرا ما ضيع على المنتخب الوطني المغربي الكثير من الفرص، إذا ما حاول التقليل من الغرق في اللعب الفردي سيكون أفضل له وللمجموعة.

ويبقى المهاجم يوسف النصيري وعلامة استفهام كبيرة حول الأداء الباهت الذي ظهر به، لم يصنع أي شيء يذكر، أداء كارثي، صحيح يمر من مرحلة فراغ ، طالت مع ناديه ومع المنتخب، ولربما يحتاج لجرعة الحياة ليعود على الأقل ؛ لتواجد في الدكة لخلق نوع من التنافسية مع كل من الكعبي و وليد شديرة.

قطعة حلوة عيد ميلاد وليد الركراكي هو الموهبة عبد الحميد الصابيري الذي احتاج دقائق فقط ليقدم نفسه على طابق من ذهب،و سيفيد أسود الأطلس خلال الفترة المقبلة كثيرا، وقد توقعت ذلك قبل مدة، حتى مع اختياره اللعب مع المنتخب الألماني تحصرت كثيرا، الآن متواجد مع الأسود والأكيد سيقدم ما يملك ليأسر قلوب الجمهور المغربي .

الأكيد أن الكوتش وليد ضابط إيقاع البيت الداخلي ، ولكل لاعب وظيفته داخل رقعة شطرنج الأسود، ضربات الجزاء لبوفال ولربما من بعده زياش.

كما قدم البدلاء أداء جيدا ، حارث والزلزولي وجبران وابو خلال وشديرة .

ما ينقص المنتخب الوطني هو التماسك القوي بين خط الدفاع بقيادة سايس، و وجود مهاجم قناص عند الصندوق واستغلال الفرص المتاحة ، ففي كأس العالم ستأتي فرصا قليلة مما يتوجب استغلالها. ثم حث اللاعبين على تجنب اللعب الفردي المبالغ فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق