تعرف عدة أحـيـاء بمدينة مراكش، تغيرا في لون ورائحة وطعم الماء الشروب، الذي تشرف على تزويد المنازل به الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء “راديما”، خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما رفع إقبال المواطنين المتضررين على المياه المعلبة خوفا من الأضرار التي قد يسببها ماء المنزل.
وذكرت يومية المساء أن هذا المشكل ظهر لأول مرة في بعض الأحياء، حيث أصبح لون الماء يميل إلـى الـحـمـرة وأصبحت رائحته وطعمه يمنعان من استهلاكه، قبل أن تبدأ المشكل في الانتشار في أحياء أخـرى، ومازال مستمرا في أغلب الأحياء.
كما كشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن تغير لون ورائحة وطعم الماء وارتفاع ملوحته في عدد من المناطق بمقاطعة المنارة. وحسب بلاغ صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، فإن ساكنة منطقة المنارة تعاني لأكثر من 5 أشهر من تغيير لون الماء ورائحته وطعمه وارتفاع نسبة ملوحته.
وعبرت الجمعية عن تخوف الساكنة من إمكانية عدم احترام المعايير الصحية للماء الصالح للشرب وخشيتها من التداعيات الصحية وخصوصا مع ارتفاع حالات الأمراض الباطنية. وأوضحت الجمعية فرع المنارة أن سكان بعض المناطق تخلوا عن شرب مياه الصنابير وتعويضها بقنيات المياه المعدنية، مضيفة أنه أمام توجس الساكنة من خطر المياه الملوثة فإن الجهة المسؤولة عن جودة المياه أي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء “راديما” هي المكفول لها توفير هذه المادة الحيوية وفق معايير السلامة الصحية داخل المجال الحضري. وتؤكد الجمعية الحقوقية، أن الجماعات القروية المحيطة بمراكش تعاني بدورها من ندرة المياه الصالحة للشرب، واعتماد أسلوب الصهاريج لإيصال الماء لبعض الدواوير، ويبدو أن التدبير يتم عبر جمعيات محلية وأحيانا كثيرة في غياب المكتب الوطني للماء والكهرباء، قطاع الماء وسجلت الجمعية بأسف عمیق سوء تسيير وتدبير ندرة المياه مـن خـلال اسـتـمـرار حـفـر الآبـار بطرق عشوائية في عدة مناطق، مما يتسبب في استنزاف الفرشة المائية، واستقرار سقي ملاعب الكولف المنتشرة بالمدينة، والتي يـصـل عـددهـا إلـى حـوالـي 21 ملعبا أغلبها ملاعب بـ 17 حفرة وضمنها واحد بـ 22 حفرة، علما أن هذه الملاعب تستهلك كميات كبيرة من المياه، كما يستمر تشييد مسابح ضخمة في ضواحي المدينة تستعمل لما يسمى المنتجعات السياحية وغيرها من أساليب الاستغلال المفرط للمياه الصالحة للشرب، في الوقت ذاته يتم نقص صبيب المياه والتحكم في الكميات الموجهة للسكان من أجل الاستهلاك العادي والذي لا يتجاوز الشطر الأول أو الثاني حقوقيون التزام راديما” الصمت، وهي المؤسسة المفروض فيها أن تحترم وتحمي المواطنين وتمكنهم من الحصول على الماء بشكل جيد وصحي. ودعت الجمعية إلى الإسراع لوضع مخطط دقيق يقطع مع سوء تدبير الحاجة للماء الصالح للشرب، وإعطاء الأولوية لاحتياجات السكان الأساسية من هذه المادة الأساسية إضافة إلى وضع حد لسوء التدبير والتعامل بعقلانية وعلمية مع ندرة المياه، والحفاظ على الفرشة المائية واستعمالها في حالة الضرورة لمواجهة موجات العطش وقلة الماء الصالح للشرب.
وأكد البلاغ على ضرورة تقوية معالجة المياه العادمة وتوجيهها للسقي لتخفيف الضغط عن المياه الصالحة للشرب، مع وقف كل سقي أو استعمال للمياه الصالحة للشرب. كما طالب الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتقديم التفسيرات والمعطيات العلمية الكافية بخصوص التغيير، الذي طـال طـعـم ورائـحـة هـذه المـادة الحيوية على مستوى العديد من أشطر مدينة مراكش، ومدى انعكاساتها على الأمن الصحي للمواطن.
كما دعا الحقوقيون الوكالة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ووزارة التجهيز وكل الجهات المعنية إلى التواصل الدائم مع الساكنة لامتصاص تخوفها، والإفصاح عن المعلومة وتقاسمها وتعميمها عبر حملات إعلامية وبكل الوسائل المتاحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق