عبد الرحيم شطبي يبرز حصيلة إصلاح قطاع الصحة في محطة بني ملال من الجولة الوطنية لمهنيي الصحة التجمعيين

 




عبد الرحيم شطبي يبرز حصيلة إصلاح قطاع الصحة

 في محطة بني ملال من الجولة الوطنية لمهنيي الصحة التجمعيين

 

 

بني ملال – السبت، 20 أبريل 2025

 

في أجواء مفعمة بالحماس والانخراط المهني، شهدت مدينة بني ملال انطلاق الجولة الوطنية الأولى لمهنيي الصحة التجمعيين، التي نظمتها المنظمة الجهوية لمهنيي الصحة التجمعيين بجهة بني ملال خنيفرة، تحت شعار:

"المجموعات الصحية الترابية : نحو حكامة صحية جهوية فعالة".

وقد شكل اللقاء، الذي حضره أزيد من 800 مشارك من مهنيي الصحة والأطر الجهوية والمحلية، مناسبة لتقاسم الرؤى حول الورش الإصلاحي الكبير الذي أطلقه المغرب في مجال الصحة، في إطار التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وترجمتها الفعلية من طرف الحكومة التي يقودها السيد عزيز أخنوش.

شطبي: من بني ملال، نُؤكد أن الإصلاح أصبح واقعًا ملموسًا

وخلال هذا اللقاء البارز، ألقى السيد عبد الرحيم شطبي، النائب البرلماني عن إقليم بني ملال، مداخلة قوية ومفصلة بعنوان:

"حصيلة قطاع الصحة في المغرب تحت قيادة الرئيس عزيز أخنوش (2021-2025)"، أبرز فيها الإنجازات المحققة، والإرادة السياسية التي رافقت تنزيل الأوراش الصحية الكبرى.

أكد شطبي أن جهة بني ملال خنيفرة ليست فقط شاهدة على الإصلاح، بل أصبحت فاعلاً محورياً في تحقيق العدالة المجالية، بفضل المشاريع المهيكلة التي رأت النور أو التي توجد في طور الإنجاز، وعلى رأسها:

بناء المركز الاستشفائي الجامعي لبني ملال، كأحد أعمدة اللامركزية الصحية وضمان العدالة في الولوج للخدمات العلاجية المتقدمة؛

تأهيل وتجهيز عشرات المراكز الصحية الأولية في مختلف أقاليم الجهة، لتقريب الخدمات من الساكنة، خصوصًا في المناطق الجبلية والقروية؛

توسيع خدمات "رعاية" والطب المتنقل، بما يضمن استمرارية العلاجات في العالم القروي.

وأضاف شطبي أن ما يميز الإصلاح الحالي هو اعتماده على مقاربة ترابية تشاركية، تجسدها المجموعات الصحية الترابية التي اعتبرها رافعة حقيقية لتجويد الخدمات، وترشيد الموارد، وتعزيز التنسيق بين مختلف مستويات الرعاية.

وقال بالحرف:

"هذه المجموعات لم تعد مجرد هيكلة إدارية، بل أصبحت آلية لتجسيد التضامن الجهوي، وتجاوز التفاوتات، وتكريس الحق في الصحة كحق دستوري فعلي."

وأشار إلى أن الجهوية الصحية، كما جاء بها مشروع إصلاح المنظومة، تقوم على إشراك الفاعلين المحليين، وتمكين الجهات من تدبير أفضل للمؤسسات، وتقديم الخدمات وفقًا لحاجيات السكان.

حصيلة مشرفة في أربع سنوات

في عرضه المفصل، استعرض شطبي بالأرقام حصيلة الحكومة في قطاع الصحة منذ 2021، مسلطًا الضوء على:

-          رفع ميزانية قطاع الصحة والحماية الاجتماعية إلى 30.9 مليار درهم في 2024، بزيادة 55% مقارنة بـ2021؛

-          توظيف أكثر من 16,500 مهني صحي جديد، ضمن خطة لبلوغ 90,000 إطار بحلول 2025؛

-          تعميم التغطية الصحية الأساسية على أكثر من 90% من السكان، وانتقال 10.5 مليون مغربي من "راميد" إلى "AMO تضامن"؛

-          بناء أو إعادة تأهيل أكثر من 870 مركزًا صحيًا في مختلف جهات المملكة؛

-          إطلاق خدمة النقل الصحي الجوي SAMU، والرفع من قدرات الطوارئ والاستجابة السريعة؛

-          تقدم الأشغال في مشروع مصنع اللقاحات ببنسليمان، الذي سيمكن المغرب من تحقيق السيادة البيوطبية.

بني ملال في قلب الورش الملكي

وأبرز شطبي أن جهة بني ملال خنيفرة، وبتوجيه من رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، أصبحت اليوم في قلب الورش الوطني الصحي، من خلال مشاريع كبرى تجعل منها نموذجًا للعدالة المجالية والتقائية البرامج العمومية.

كما نوّه بانخراط مهنيي الصحة في الدينامية الإصلاحية، معتبراً أن الحضور الوازن والتفاعل القوي في هذه المحطة الجهوية يعكس روح الانخراط والمواطنة الفاعلة، حيث قال:

"اليوم، أنتم صُنّاع التغيير. والمغرب الجديد لا يمكن أن يُبنى إلا بسواعدكم، وكفاءاتكم، وتفانيكم."

نقاش تفاعلي ورؤية مشتركة

اللقاء لم يكن مجرد عرض رسمي، بل تحول إلى ورشة تفكير جماعي، تم فيها تبادل التجارب، وطرح الإكراهات، وتقديم اقتراحات عملية حول تفعيل المجموعات الصحية الترابية، وآفاق تكوين المهنيين، وتحديث البنيات، وتحسين ظروف العمل.

وقد أجمع المتدخلون، من أطباء، ممرضين، صيادلة، وتقنيين، على أن الإصلاح الصحي لا يمكن أن ينجح دون إشراك فعلي للمهنيين، وتحفيزهم، والاعتراف بدورهم الحيوي.

ختام بتوصيات ومسؤولية جماعية

وفي ختام اللقاء، جدد عبد الرحيم شطبي دعوته إلى مواصلة التعبئة، قائلًا:

"الورش لم ينتهِ بعد، بل نحن في بدايته. نحتاج إلى الثبات، واليقظة، والمواكبة المستمرة، حتى نضمن استدامة الإصلاح، وتحقيق مغرب الصحة للجميع."

وشدد على أهمية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لسنة 2026، معتبرًا أن الدفاع عن مشروع إصلاح الصحة يمر أيضًا عبر تجديد الثقة في الذين أطلقوه.

مشاركة النائب عبد الرحيم شطبي في محطة بني ملال من الجولة الوطنية لمهنيي الصحة التجمعيين شكّلت لحظة قوية من لحظات التعبئة الوطنية حول ورش إصلاح الصحة.

وقد جسد الخطاب روح الإصلاح، وتوجه نحو المستقبل، من خلال تأكيد الالتزام السياسي، والتقائيته مع الرؤية الملكية السامية، ومع مطالب وانتظارات مهنيي القطاع.

جهة بني ملال خنيفرة اليوم ليست فقط في قلب الخريطة الصحية الجديدة للمملكة، بل هي نموذج حي على أن العدالة المجالية ممكنة، وأن الإصلاح الجهوي الحقيقي في متناول اليد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق