عفو ملكي سامٍ بمناسبة عيد العرش المجيد: مبادرة إنسانية تُجسد الحكمة والرأفة الملكية






في تجسيد سامٍ للقيم النبيلة التي يحرص عليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، أصدر الملك بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 1447 هـ / 2025 م، عفوه السامي عن 19.673 شخصًا من المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، من بينهم معتقلون وآخرون في حالة سراح.

هذا العفو، الذي يأتي احتفاءً بذكرى تربط العرش بالشعب في أسمى صور الولاء والتلاحم، لا يُعدّ مجرد إجراء قضائي، بل يُمثّل مبادرة إنسانية رفيعة تحمل في طياتها رسائل أمل، وتفتح أبوابًا جديدة أمام مَن اختاروا التوبة والإصلاح.

تفاصيل العفو الملكي العادي

جاء العفو الملكي ليشمل في دفعته الأولى 2415 شخصًا:

2239 نزيلاً في حالة اعتقال:

تم العفو كليًا عن العقوبة السجنية لفائدة 16 نزيلاً.

تخفيض العقوبة لفائدة 2218 نزيلاً.

تحويل السجن المؤبد إلى سجن محدد لفائدة 5 نزلاء.

176 شخصًا في حالة سراح:

العفو من العقوبة أو جزء منها أو من الغرامات لفائدة عدد من المستفيدين، وفقًا لتفاصيل دقيقة تعكس الإنصاف والتقدير للحالات الإنسانية.

عفو استثنائي شامل: بادرة تعكس العطف الملكي الموصول

وفي خطوة استثنائية تؤكد الرعاية المولوية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للفئات المجتمعية الهشة، أصدر جلالته عفوه السامي عن 17.258 نزيلاً إضافيًا:

شمل العفو التام من العقوبات السجنية والغرامات لفائدة 17.121 شخصًا.

وتم تحويل 114 حكمًا بالسجن المؤبد إلى سجن محدد.

كما حوّل 23 حكمًا بالإعدام إلى السجن المؤبد.

رسائل سامية في طي القرار

هذا العفو لا يُمكن قراءته فقط من زاوية قانونية، بل يجب أن يُفهم في سياقه الوطني والإنساني:

تشجيع على التوبة وإعادة الإدماج.

رعاية ملكية سامية للفئات المحرومة والضعيفة.

مواكبة حقوقية راقية تتماشى مع التحول المجتمعي والعدالة التصالحية.

عيد العرش: أكثر من ذكرى

يُعد عيد العرش في المغرب محطة رمزية عميقة، تربط بين القيادة والشعب، وتعيد التأكيد على وحدة الأمة تحت راية العرش العلوي المجيد. والعفو الملكي الذي يصدر بهذه المناسبة يؤكد أن العدل مقرون بالرأفة، والسلطة مصحوبة بالحكمة، والحكم متجذر في قيم التسامح.

إن قرار العفو الملكي السامي في هذه الذكرى الغالية يعكس الوجه الأصيل للمملكة المغربية، حيث يُترجم جلالة الملك محمد السادس تطلعات شعبه إلى مبادرات عملية وإنسانية ذات أثر عميق، ترسّخ مبادئ التعايش، والرحمة، وإعادة الأمل، في مغرب يتقدّم بثقة نحو المستقبل.

حفظ الله مولانا الإمام، وأدامه ذخرًا وملاذًا للأمة المغربية، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق