أعلن وزير النقل واللوجستيك عن تصور مسار ربط بني ملال بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية عبر خريبكة، وادي زم، أبي الجعد وقصبة تادلة، مع فرع سككي نحو الفقيه بن صالح، غير أن المشروع ما يزال في طور الدراسات ولم تُعتمد بعد جداول تشغيل أو وتيرة “قطار كل ساعة” بشكل رسمي.
ما الذي تأكد رسمياً؟
المكتب الوطني للسكك الحديدية أطلق مساطر ودراسات لربط بني ملال بالشبكة، مع تركيز تمهيدي على محور خريبكة–وادي زم باعتباره امتداداً طبيعياً شرقاً نحو بني ملال ضمن التصور العام للمسار.
دراسات هندسية سابقة قدمت سيناريو تقنياً لمسافة تقارب 90–95 كم بين خريبكة وبني ملال على سكة أحادية قابلة للتثنية، ما يسمح بتكييف عدد المحطات والتوقفات حسب الجدوى، ويُبقي خيار الفرع نحو الفقيه بن صالح مطروحاً ضمن الحلول.
مسار المدن المعنية
التصور المتداول يمر عبر وادي زم وأبي الجعد وقصبة تادلة، بما يضمن خدمة أقطاب سكانية واقتصادية بين بني ملال وخريبكة، فيما يظل إدراج بعض المحطات رهيناً بنتائج الدراسات التفصيلية والطلب المتوقّع على الحركة.
الجدل المحلي والبرلماني خلال 2024 ركّز على أولوية إشراك قصبة تادلة وأبي الجعد في الخدمة وربط الفقيه بن صالح بفرع سككي، ما يعكس طلباً على توزيع متوازن للمحطات وتأثيراً مباشراً على قرار المسار النهائي.
وتيرة “قطار كل ساعة”
حتى الآن، لا توجد وثيقة تشغيل رسمية تعلن تردداً محدداً من نوع “قطار كل ساعة” على محور الدار البيضاء–بني ملال؛ تُحدَّد الوتيرة بعد استكمال الدراسات الطلبية والتصميم النهائي وتأمين الأسطول والتجهيزات.
تداول المقاطع الاجتماعية بشأن التواتر أو زمن الإنجاز يُعد مؤشراً للرغبة المجتمعية لكنه لا يقوم مقام الإقرار التنظيمي لجداول السير، والتي تعتمد بعد اكتمال البنية وتمويل التشغيل.
سياق الاستثمار الوطني
المغرب يدفع بمخطط سككي أوسع حتى 2040 يشمل تحديث الإشارات وتوسيع الشبكات التقليدية والسرعة العالية، ما يمهّد لرفع الطاقة التشغيلية على محاور جديدة بعد الإنجاز، ومنها جهة بني ملال–خنيفرة.
أُعطيت انطلاقة مشاريع سككية كبرى في الدار البيضاء خلال شتنبر 2025 لتعزيز التنقل الحضري والربط الجهوي، ضمن برنامج استثماري أشمل يعزّز جاهزية الشبكة لمرحلة ما قبل 2030 وما بعدها.
الأسطول والتشغيل المستقبلي
يجري التحضير لتجديد الأسطول وتوسيعه عبر اقتناء قطارات جهوية جديدة وتطوير التصنيع المحلي، بما يرفع القدرة على تسيير ترددات أعلى على الخطوط الحالية والمستقبلية بعد دخول المعدّات الخدمة تباعاً.
التصريحات الحكومية بشأن تعبئة غلاف مالي يقارب 96 مليار درهم لتطوير الشبكة، وإنشاء محطات جهوية ومحاور متعددة الوسائط، توفّر بيئة تمويلية وتنظيمية مساعدة لتشغيل خطوط جديدة عند نضجها التقني.
ماذا تعني هذه المعطيات للجهة؟
المسار عبر خريبكة–وادي زم–أبي الجعد–قصبة تادلة مع فرع الفقيه بن صالح يعزّز التكامل بين أقاليم الجهة وربطها بمحور الدار البيضاء، ما يدعم حركة الطلبة والعمال والمنتجين والفلاحة والصناعات التحويلية.
توقّع الأثر الاقتصادي يتوقف على عدد المحطات، أزمنة السفر، وتيرة السير، وربط المنصات اللوجستية، وهي عناصر تحددها الدراسات قيد الإنجاز وتمويل التنفيذ المرحلي.
الخطوات المقبلة المتوقعة
استكمال الدراسات التفصيلية للمسار والمحطات والطلب، ثم المصادقة على دفتر الشروط والتمويل وجدولة الأشغال، قبل الانتقال إلى مراحل الإنجاز الهندسي والتشغيلي.
بعد اكتمال البنية الأساسية ووصول الأسطول، تُعلن جداول السير والوتيرة رسمياً، وعندها فقط يمكن الحديث عن “قطار كل ساعة” إن أثبتت الدراسات واقعيته التشغيلية.
خلاصة تحريرية: المشروع يسير في مساره المؤسسي عبر الدراسات وتمتين الجاهزية الوطنية للسكك، والمسار المقترح عبر خريبكة ووادي زم وأبي الجعد وقصبة تادلة مع فرع نحو الفقيه بن صالح حاضر بقوة في التصورات المتداولة، بينما تبقى وتيرة التشغيل النهائية رهينة بمخرجات الدراسات والتمويل والإنجاز على الأرض، دون إعلان رسمي حتى الآن عن تردد “كل ساعة” على هذا المحور.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق