في تطور
لافت، أعلنت شركة "Xlinks" البريطانية
عن إطلاق مشروع جديد للربط الكهربائي بين المغرب وألمانيا، وذلك بعد تراجع الحكومة
البريطانية عن دعم المشروع السابق الذي كان يستهدف ربط المملكة المغربية بجنوب
إنجلترا، مما شكل ضربة قوية لطموحات الشركة في قطاع الطاقة المتجددة.
ورداً
على هذا التراجع، قررت الشركة المضي قدمًا بإحداث فرع جديد يحمل اسم "Sila Atlantic"،
مستندةً إلى خبرات مسؤولين سابقين من كبرى شركات الطاقة الأوروبية مثل "EnBW" و**"Orsted"**، بهدف إعادة إحياء المشروع الطاقي الطموح بوجهة جديدة نحو السوق
الألمانية.
المخطط
الجديد يتضمن إنشاء خط كهربائي ضخم بطول 4800 كيلومتر على امتداد الساحل الأطلسي،
لنقل 15 غيغاواط
من الكهرباء النظيفة المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جنوب المغرب. هذه
الخطوة تُعزز مكانة المغرب كلاعب استراتيجي في مجال الطاقات المتجددة، وتضعه في
صلب جهود التحول الطاقي الأوروبي، خاصة في ظل سعي ألمانيا لتنويع مصادرها الطاقية
بعيداً عن التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في سوق الطاقة العالمي.
المشروع
الأصلي، الذي تم التخلي عنه، كان يهدف إلى مد أطول كابل كهربائي بحري في العالم
بطول 4000 كيلومتر، بكلفة تقدّر بـ 25 مليار
جنيه إسترليني، وكان من المفترض أن يغطي نحو 8% من احتياجات الأسر البريطانية من
الكهرباء. قرار الحكومة البريطانية بالانسحاب مثّل خيبة أمل كبيرة لشركة "Xlinks"، غير أن الأخيرة أكدت التزام مستثمريها
بمواصلة ضخ التمويلات، مما جعل المشروع مع ألمانيا بديلاً استراتيجياً واعداً.
إلى جانب
أهميته لأمن الطاقة في أوروبا، يُعد المشروع فرصة تاريخية للمغرب لتعزيز موقعه
كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، بفضل الاستثمارات المنتظرة في البنية التحتية وخلق
فرص عمل جديدة، خصوصاً في مناطق الجنوب. كما سيمنح المملكة قوة تفاوضية متزايدة
على الساحة الدولية في ملفات الانتقال الطاقي، ويكرس دورها كعنصر أساسي في معادلة
الأمن الطاقي العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق