أقدمت الصين على خطوة علمية بارزة بإطلاق برنامج دولي جديد يهدف إلى تعزيز أبحاث الاندماج النووي المشتعل، المعروف باسم "الشمس الاصطناعية"، وذلك خلال حفل رسمي بمدينة خفي، عاصمة مقاطعة آنهوي شرقي البلاد.
البرنامج الذي أُعلن عنه بمبادرة من معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، سيفتح الباب أمام العلماء من مختلف أنحاء العالم للوصول إلى أهم المنصات الصينية المتقدمة في أبحاث الاندماج، وعلى رأسها مفاعل توكاماك فائق التوصيل (EAST)، أحد أبرز المفاعلات التجريبية في العالم في هذا المجال.
ويأتي هذا التوجه في إطار جهود دولية متصاعدة لإيجاد مصادر طاقة متجددة ومستدامة، حيث يُستخدم مفهوم "الشمس الاصطناعية" للإشارة إلى مشاريع تهدف إلى محاكاة تفاعلات الاندماج النووي التي تجري في باطن الشمس، بهدف إنتاج كميات هائلة من الطاقة النظيفة.
وأوضح خبراء المعهد أن الهدف من هذه المشاريع ليس توليد الضوء أو الحرارة مباشرة، بل إنتاج طاقة تفوق بكثير الطاقة المستهلكة لبدء التفاعل، وهو ما يعد خطوة أساسية نحو تحويل الاندماج النووي إلى مصدر عملي وفعال لإمداد المدن بالطاقة.
وتؤكد الصين أن البرنامج الجديد يمثل دعوة مفتوحة للعلماء والمختبرات الدولية للمشاركة في أبحاث مشتركة تعزز تطوير تكنولوجيا الاندماج، خاصة في ظل النجاحات المتلاحقة التي حققتها التجارب الأخيرة في الوصول إلى درجات حرارة عالية واستقرار أطول للبلازما.
ورغم التحديات التقنية والعلمية الكبيرة التي ما زالت تواجه هذا النوع من الأبحاث، يرى مختصون أن التعاون الدولي قد يكون المفتاح لتسريع تحقيق اختراقات علمية قادرة على إحداث ثورة في قطاع الطاقة العالمي، والتحول نحو حلول أكثر أماناً واستدامة.
بهذه المبادرة، تضع الصين نفسها في قلب السباق العالمي نحو تطوير طاقة المستقبل، وتبعث برسالة واضحة بأن الاندماج النووي لم يعد مجرد حلم علمي، بل مشروع واقعي يزداد اقتراباً من التطبيق العملي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق