بني ملال – 1 دجنبر 2025
شهد مقر مجلس جهة بني ملال–خنيفرة صباح اليوم استقبالاً رسمياً خصّ به السيد عادل البركات، رئيس الجهة، وفداً موريتانياً رفيع المستوى يقوده السيد الشيخ ماء العينين الغرابي، رئيس مجلس جهة إنشيري بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، مرفوقاً بالسيد الداهي السويد أحمد، رئيس بلدية أكجيجيت، عاصمة الجهة. وتندرج هذه الزيارة في إطار دينامية متجددة لتعزيز التعاون اللامركزي بين الجهات المغربية ونظيراتها الموريتانية، ومواصلة تنزيل توجهات البلدين في دعم الشراكات الترابية.
ترحيب رسمي وعرض للمؤهلات الجهوية
استهل اللقاء بكلمات ترحيبية عبّر خلالها الجانبان عن اعتزازهما بمتانة العلاقات المغربية–الموريتانية، وما يربط البلدين من أواصر تاريخية وثقافية متجذرة. وقدّم مجلس جهة بني ملال–خنيفرة للوفد ضيف شرف عرضاً مؤسساتياً جامعاً على شكل شريط فيديو، أبرز الخصائص الجغرافية والاقتصادية للمنطقة، بما في ذلك غنى مواردها الطبيعية، وتطور بنياتها التحتية، وتنوع فرص الاستثمار التي تجعل منها قطباً صاعداً على خريطة التنمية الوطني.
كما توقف العرض عند مجموعة من المشاريع الهيكلية التي تشرف عليها الجهة، من بينها البرامج التنموية الموجهة إلى العالم القروي، وتأهيل المناطق الجبلية، ودعم الاستثمار السياحي، وتثمين المنتوجات المجالية.
نقاش موسع لتعزيز التعاون الجهوي
وقد شكل الاجتماع مناسبة لفتح نقاش معمق حول أهمية تقوية التعاون بين جهة بني ملال–خنيفرة وجهة إنشيري، خاصة في ضوء التقارب السياسي والأخوي بين الرباط ونواكشوط، ووجود فرص متعددة للتعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، وكذا تبادل الخبرات في مجالات الحكامة الجهوية وتدبير المشاريع.
وأكد رئيس جهة بني ملال–خنيفرة، في كلمته، أن التعاون اللامركزي أصبح رافعة أساسية لتسريع التنمية وتعزيز حضور الجهات في محيطها الدولي، مشدداً على استعداد الجهة للانفتاح على تجارب جديدة وتبادل الخبرات مع نظيراتها الموريتانية.
ومن جانبه، عبر رئيس جهة إنشيري عن تقديره لحفاوة الاستقبال، وعن اهتمامه بالاستفادة من التجارب المغربية في مجالات التخطيط الترابي وتنمية الاقتصاد الاجتماعي والسياحة الجبلية، مشيراً إلى التقاطعات الكبيرة بين الجهتين من حيث التحديات والإمكانات الطبيعية.
توقيع بروتوكول اتفاق بين الجهتين
أبرز محطات هذا اللقاء تمثلت في التوقيع الرسمي على بروتوكول اتفاق للتعاون بين الجهتين. ويهدف هذا الاتفاق إلى:
دعم التبادل المؤسساتي والخبراتي.
تقوية قدرات المنتخبين والأطر في مجال الحكامة الجهوية.
تعزيز التعاون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مواكبة برامج الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
تطوير مشاريع مشتركة في السياحة والثقافة والبيئة.
تبادل التجارب في التخطيط الترابي وتنمية المجالات المستدامة.
ويُنتظر أن يُشكل هذا الاتفاق إطاراً عملياً للشراكة بين المؤسستين، ومرجعاً لإطلاق مشاريع مشتركة تمتد لسنوات وتعود بالنفع على الساكنة في الجهتين.
حضور وازن وإشراف تقني
وشهد الاستقبال حضور عدد من أعضاء مجلس جهة بني ملال–خنيفرة، إضافة إلى الأطر الإدارية ومدير وكالة تنفيذ المشاريع ومدير أطلس للتنمية السياحية، الذين قدّموا للوفد الموريتاني معطيات تقنية إضافية حول المشاريع التي تعرفها الجهة، وخاصة تلك المرتبطة بالسياحة الجبلية وتثمين التراث الطبيعي والثقافي.
برنامج مكثف للزيارة يمتد ليومين
وتندرج هذه الزيارة ضمن برنامج عمل يمتد ليومي 1 و2 دجنبر 2025، يشمل زيارات ميدانية لمشاريع تنموية واقتصادية وثقافية بمختلف مناطق الجهة، خصوصاً بمدينة أزيلال المعروفة بمؤهلاتها الطبيعية والسياحية.
ومن المرتقب أن يتعرف الوفد الموريتاني خلال هذه الزيارات على نماذج من المشاريع الرائدة في تقوية البنيات التحتية، وإنعاش السياحة الجبلية، وتثمين الموروث الطبيعي، إضافة إلى برامج موجهة لدعم المبادرات الاقتصادية المحلية.
تعزيز الدبلوماسية الترابية المغربية
تعكس هذه الزيارة استمرار المغرب في دعم الدبلوماسية الترابية كأداة استراتيجية لتعزيز حضوره القاري، وبخاصة في إفريقيا. كما تؤكد انفتاح الجهات المغربية على فضاءات تعاون جديدة، تسهم في استقطاب الشراكات وتبادل الخبرات وتطوير مبادرات تنموية مشتركة.
ويؤمل أن تشكل هذه الزيارة خطوة مهمة لبناء تعاون متين بين الجهتين، يفضي مستقبلاً إلى مشاريع مشتركة تدعم التنمية المستدامة وترسخ روابط الصداقة بين المغرب وموريتانيا.




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق