رجاء بني ملال… صفحة طويت وأخرى تُكتب بعزيمة جديدة
رجاء
بني ملال… صفحة طويت وأخرى تُكتب بعزيمة جديدة
"
... إنه من الأهم والأجدر أن نُقيّم الأخطاء ونحاسب المقصرين، ليس بدافع الانتقام،
بل حرصًا على عدم تكرار نفس العثرات..."
رغم أن حلم
الصعود إلى القسم الأول قد تبخر في آخر لحظات موسم طويل ومرهق، إلا أن ما حققه
نادي رجاء بني ملال هذا الموسم لا يمكن اعتباره فشلًا كليًا، بل مرحلة من مراحل
البناء التي تُصنع فيها الفرق القوية، وتُولد منها المشاريع الطموحة.
بين
الأمل والحسرة… الحقيقة تقول الكثير
احتلال الفريق
للصف الرابع في البطولة الوطنية الاحترافية "القسم الثاني" لا يعكس فقط
مستوى النتائج، بل يُظهر حجم التنافس، والجهد المبذول، والتحديات التي واجهها
النادي، سواء على المستوى التقني أو الإداري أو المالي. وجاءت مباراة السد أمام
حسنية أكادير، بكل ما حملته من آمال، لتكشف أن الصعود لا يُنتزع فقط بالنية، بل
يحتاج مشروعًا رياضيًا واضحًا ورؤية شاملة ومتوازنة.
دروس
الموسم… من الهزيمة يولد الطموح
اللحظة اليوم
ليست للبكاء على الإقصاء، بل للوقوف بكل شجاعة أمام الذات، ومساءلة التجربة، واستخلاص
الدروس الكبرى. ما تحقق هذا الموسم من تنافس قوي، واسترجاع نسبي لثقة الجماهير، هو
رأس مال حقيقي يجب الحفاظ عليه وتطويره، لا تبديده في الصراعات أو التبريرات.
فقرة
ضرورية: من أجل محاسبة بناءة
إذا كان من
الطبيعي أن نحتفي بالمجهودات، فإنه من الأهم والأجدر أن نُقيّم الأخطاء ونحاسب
المقصرين، ليس بدافع الانتقام، بل حرصًا على عدم تكرار نفس العثرات. يجب فتح باب
النقد المسؤول والقيام بمراجعة دقيقة لقرارات التسيير، طريقة الانتدابات،
التغييرات التقنية، بل وحتى تدبير اللحظات المفصلية في الموسم.
المحاسبة هنا
ليست تهجمًا، بل مسؤولية أخلاقية ورياضية، لضمان أن رجاء بني ملال لا يدور في نفس
الدوامة كل موسم، وأن كل من يتحمل مسؤولية داخل النادي يكون جديرًا بها.
ما
العمل؟ نحو مشروع جديد بروح رجاوية
الطريق نحو
الصعود المستدام يمرّ عبر إعادة الهيكلة الشاملة للفريق، بعيدًا عن الحلول
الترقيعية:
· مشروع
رياضي متكامل يمتد على 3 سنوات على الأقل.
· تثبيت
الطاقم التقني ومنحه الثقة الكاملة.
· تحصين
التشكيلة والانتداب الذكي في المراكز الحساسة.
· بناء
قاعدة صلبة من اللاعبين المحليين والشباب المؤهلين.
· تحسين
الحكامة المالية والإدارية والتواصلية.
جماهير
رجاء بني ملال… الركيزة الأهم
جمهور رجاء بني
ملال، هذا الكنز البشري الذي ظل وفياً في كل الظروف، يستحق أن يُعامل كشريك حقيقي
في المشروع، لا مجرد متفرج. اليوم، النادي في حاجة إلى كل العقول المخلصة، من
أبناء المدينة، من محبي النادي، من الكفاءات المحلية، لبناء مستقبل أفضل، بروح
الوحدة لا الانقسام.
الغد
أفضل إن بدأنا العمل اليوم
رجاء بني ملال
ليس فريقاً عابراً، بل مؤسسة رياضية لها جذورها، وتاريخها، وخصوصيتها. وما مرّ به
هذا الموسم يجب أن يكون دافعاً لانطلاقة جديدة، بروح الإصرار، ومنطق التخطيط، لا
البكاء على الأطلال.
الصعود لا
يُمنح، بل يُنتزع بالعمل، بالإيمان، وبالثقة في النفس. فلتكن هذه المرحلة منطلقًا
لإعادة كتابة قصة هذا النادي العريق… قصة نهوض، لا قصة ندم.
.jpg)








