مقال رأي | الإعلام الرياضي الجهوي... خارج حسابات التنمية الرياضية؟
مقال رأي | الإعلام الرياضي الجهوي... خارج حسابات التنمية الرياضية؟
✍️ بقلم: محمد المخطاري إعلامي
في زمن تعيش فيه المملكة المغربية نهضة شاملة ومتكاملة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث أصبحت التنمية المستدامة واقعاً ملموساً يعم مختلف ربوع الوطن، يظل قطاع الرياضة، وخاصة كرة القدم، واحداً من المحاور الأساسية التي تحظى باهتمام ملكي واضح، باعتبارها رافعة للتنمية البشرية، وللاندماج الاجتماعي، ولتعزيز الإشعاع الوطني والدولي للمملكة.
غير أن المراقب لما يجري على المستوى الجهوي، وخاصة في بعض المناطق التي تعاني من الهشاشة الرياضية، لا بد أن يتساءل بمرارة: أين موقع الإعلام الرياضي الجهوي من كل هذا الورش الوطني الكبير؟
الإعلام الرياضي المحلي، الذي ظل طيلة سنوات يُواكب النبض الكروي في القرى والمداشر قبل المدن، ويؤمن بمسؤولية الكلمة تجاه الناشئة والممارسين، يجد نفسه اليوم خارج معادلة التخطيط، وخارج دوائر القرار الرياضي، بل وأحياناً يُعامل كعنصر هامشي، لا دور له سوى نقل الأخبار، والاحتفاء بـ"النجاحات الوهمية".
في المقابل، تُبنى سياسات رياضية ، وتُعقد لقاءات، وتُصرف ميزانيات، وتُتخذ قرارات مصيرية، دون إشراك الجسم الإعلامي الذي يُفترض فيه أن يكون شريكاً لا تابعاً. هذه المقاربة الإقصائية لا تنسجم إطلاقاً مع توجهات الدولة المغربية، ولا مع الرؤية الملكية التي تؤكد مراراً وتكراراً على ضرورة تعبئة كل الطاقات الجهوية، كلٌّ من موقعه، في أفق تحقيق تنمية مندمجة وعادلة.
إن الإعلام الرياضي الجهوي ليس ديكوراً تكميلياً، ولا سلطة تابعة، بل هو عين الميدان، وصوت الرياضيين، ومحرّك للنقاش العمومي المسؤول. واستبعاده من مسار التنمية الرياضية لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة، وإضعاف العلاقة بين المواطن والفاعلين الرياضيين، وضرب أسس الشفافية التي ينادي بها الجميع، دون تطبيق فعلي.
لقد حان الوقت لتصحيح المسار. فإشراك الإعلام المحلي في بلورة الرؤية الرياضية الجهوية لم يعد خياراً، بل ضرورة ديمقراطية ومؤسساتية، في ظل مغرب يُعيد بناء نفسه على أسس الجهوية المتقدمة، وتكافؤ الفرص، والتشاركية.
فإلى متى سيظل الإعلام الرياضي الجهوي يُعامل كمتفرّج على مشهد لا يُسمح له بالمشاركة في صناعته؟
📌 منصة [أطلس 24] –
الأحد 3 غشت 2025
.png)

.jpeg)




