قرار مفصلي في مراكش.. الكوكب يطيح بالطاوسي بعد بداية كارثية
أنهى المكتب المسير لنادي الكوكب المراكشي لكرة القدم ارتباطه بالإطار الوطني رشيد الطاوسي، عقب سلسلة نتائج سلبية مع انطلاقة الموسم الرياضي، تمثلت في ثلاث هزائم متتالية ضمن منافسات الدوري الاحترافي، ما عجّل باجتماع طارئ للجنة التقنية خلص إلى قرار إقالة المدرب.
عقدت اللجنة التقنية بالنادي اجتماعاً عاجلاً بمدينة مراكش لتقييم الأداء الفني للفريق خلال الجولات الأولى، حيث خلصت إلى أن المؤشرات التقنية والبدنية لا تعكس مستوى الاستعدادات التي سبقت الموسم ولا تطلعات الجماهير المراكشية، لتوصي بإنهاء مهام الجهاز الفني بقيادة رشيد الطاوسي. القرار جاء مباشرة بعد السقوط في الجولة الثالثة، في مسلسل نتائج مخيّب وضع ممثل مدينة النخيل في وضعية حرجة مبكراً.
مصادر متطابقة أوضحت أن رشيد الطاوسي يتمسك بالحصول على كامل مستحقاته المالية قبل توقيع فسخ العقد، مع تداول تقديرات تقارب 400 مليون سنتيم ترتبط بالراتب ومدة الارتباط التعاقدي. هذا المعطى يضع إدارة الكوكب أمام معادلة مالية معقدة، في ظل وضع اقتصادي صعب يمر منه النادي منذ فترة، وهو ما يفتح الباب أمام مفاوضات ماراثونية لتفادي نزاع تعاقدي قد يصل إلى هيئات التقاضي الرياضية.
الهزائم الثلاث المتتالية في بداية الموسم أثارت موجة انتقادات واسعة للأداء التكتيكي وغياب النجاعة الهجومية، رغم جودة الرصيد البشري الذي اشتغل عليه الطاقم التقني خلال مرحلة الإعداد. كما عابت قراءات تقنية على الفريق ارتباك المنظومة الدفاعية وضعف التحولات، ما انعكس على الثقة والمعنويات داخل المجموعة.
باشر المكتب المسير اتصالات مع عدد من الأسماء المرشحة لقيادة دكة البدلاء في المرحلة المقبلة، مع تفضيل مدرب قادر على إعادة التوازن بسرعة، وتدبير غرفة الملابس، واستثمار عناصر الخبرة والشباب في آن. ويتجه النادي إلى صيغة مؤقتة في حال تأخر الحسم، ضماناً لاستقرار المجموعة قبل استئناف الجولات.
يواجه الكوكب رهان تجاوز ارتدادات البداية المتعثرة، واستعادة الثقة لدى اللاعبين والجماهير، بالتوازي مع تسوية قانونية ومالية لملف الطاقم السابق. ويتطلب ذلك رؤية تقنية واضحة تعيد الانضباط التكتيكي، وتُحسّن الأدوار في الثلث الأخير من الملعب، إلى جانب تدبير بدني يرفع نسق الأداء دون مغامرات غير محسوبة.
بين ضغط النتائج الآنية وتعقيدات الملف المالي، يجد الكوكب المراكشي نفسه أمام مفترق طرق يتطلب حسمًا سريعًا وحكيمًا يوازن بين مصلحة الفريق واستدامة الاستقرار، مع ضرورة بناء مشروع فني قابل للاستمرار يعيد للنادي بوصلة التنافس في القسم الأول ويهدّئ رياح الموسم مبكراً.








