المغرب يرتقي بنموذج "الماء–الطاقة–الغذاء" إلى ركيزة لسيادته المائية
مراكش – 2 دجنبر 2025
أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن المملكة المغربية جعلت من النموذج المندمج "الماء–الطاقة–الغذاء" محورًا رئيسيًا لاستراتيجيتها الوطنية للماء، في مواجهة التزايد المستمر للضغط المائي.
وأوضح بركة، خلال لقاء وزاري نظّم ضمن فعاليات الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء، أن المغرب اختار مسارًا استباقيًا يرتكز على الابتكار والتخطيط البعيد المدى، عبر تنزيل المخططات التوجيهية للتهيئة المندمجة للأحواض المائية في أفق 2050، والتي تحدد بدقة موارد وحاجيات كل حوض مائي ومشاريعه ذات الأولوية.
وأشار الوزير إلى أن هذه المخططات أصبحت اليوم تغني البرنامج الوطني للماء، الذي يمثل خارطة طريق فعلية لمختلف المتدخلين، مبرزًا بروز هندسة مائية جديدة تقوم على التحلية، والسدود الكبرى، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، وتغذية الفرشات المائية، إلى جانب الرقمنة وتدبير المياه الجوفية بعقود مستدامة.
وأكد بركة أن هدف المملكة هو "الانتقال من تدبير الندرة إلى إنتاج الماء"، كاشفًا أن المغرب يتوفر على 17 محطة تحلية، مع مشاريع جديدة قيد الإنجاز، بهدف بلوغ قدرة إنتاج تبلغ 1,7 مليار متر مكعب سنويًا بحلول 2030، بالاعتماد على الطاقات المتجددة لتقليص التكلفة وضمان الاستدامة.
كما سلط الوزير الضوء على مبادرات مبتكرة على الصعيد الوطني، من بينها اعتماد الألواح الشمسية العائمة للحد من تبخر المياه في السدود، وتوسيع برنامج استمطار السحب، وإطلاق وحدات تجريبية لإنتاج الماء من الرطوبة الجوية لفائدة المدارس والمناطق القروية.
من جانبه، أشاد وزير الموارد المائية الصيني، لي قوه ينغ، بالدينامية التي أطلقها المغرب في هذا المجال، مؤكدًا التقاطعات الاستراتيجية بين البلدين. كما شدد مسؤولون من تركيا على أهمية بناء سياسات تستبق التغيرات المناخية وتضمن حكامة مشتركة وتعاونًا إقليميًا مستمرًا.
ويُعد هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منصة دولية لاستكشاف حلول مبتكرة واستراتيجيات تكيفية في ظل التحولات المناخية المتسارعة. ومن المتوقع أن تختتم أشغاله بإعلان مراكش، الذي يشكل دعوة لتعزيز الربط بين العلم والسياسة والعمل، ودعم التعبئة العالمية لحماية الموارد المائية.











