المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) يستثمر 13 مليار دولار في برنامجه الطاقي الأخضر ويفتتح مزرعته الشمسية بخريبكة

 



    خريبكة: سعيد العيدي

في خطوة وصفت بالمحورية ضمن مسار التحول الطاقي للمغرب شرع المجمع الشريف للفوسفاط في تشغيل المرحلة الأولى من برنامجه الاستثماري للطاقة الشمسية بإطلاق ثلاث محطات كهروضوئية قيد التشغيل حالياً، أو تعمل اليوم بشكل كامل في المغرب، الهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني في أفق 2040، مع بلوغ الاكتفاء الذاتي من الكهرباء الخضراء بحلول 2027، عبر إزالة الكربون من الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بالطاقة الكهربائية وتقليص الانبعاثات الغازية بشكل جذري، وتعزيز الاستقلال الطاقي الذاتي للمجموعة، ورفع مساهمة المغرب في الاقتصاد الأخضر العالمي.

وفي هذا الصدد شيد (OCP Green Energy) المزرعة الشمسية بخريبكة، والتي تعد اليوم أكبر محطة شمسية كهروضوئية بالمغرب من حيث القدرة الإنتاجية، على حد قول مدير موقع الفوسفاط بخريبكة، بالرغم من كبر محطة الطاقة المتجددة نور 1 ونور 2 بورززات التي دشنها جلالة الملك محمد السادس، وهو معطى سيعزز تموقع منطقة خريبكة كمحور استراتيجي في السياسة الطاقية الوطنية، ويكرّس ريادة (OCP) في مجال الانتقال نحو الطاقات النظيفة، إقليميًا وقاريًا. والتي تقوي إسهامات المجموعة الاقتصادية، وأبعادها التنموية المستدامة محلياً ووطنياً ودولياً بما يعزز موقع المملكة كقوة رائدة قارياً وعربياً في ميدان الطاقات المتجددة.

ويأتي هذا المشروع الاستثماري الضخم بقدرة إجمالية تصل إلى 202 ميغاواط، حيث يُعد خطوة حاسمة في هذا المسار وهي موزعة على مناطق أولاد فارس التي تبعد على المنطقة الجنوبية لخريبكة بحوالي 6 كيلومترات بقدرة (105 ميغاواط) وهي اليوم أكبر محطة شمسية كهروضوئية قيد التشغيل في المغرب ومختبر مفتوح للطاقة النظيفة، وفم تيزي بمنطقة أولاد عزوز إقليم خريبكة (30 ميغاواط) تم ابن جرير (67 ميغاواط)،.بغلاف مالي استثماري للمجمع يناهز 13 مليار دولار وبدعم من البنك الدولي من سنة 2023 إلى سنة 2027، والذي سيمكن المجموعة الشريفة للفوسفاط من إنتاج كهرباء ومياه منخفضة الكربون، وإلى تعزيز نموذج اقتصادي دائري مستدام، بدعم من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، التي تحتضن التكنولوجيات المغربية المستقبلية في مجال الطاقة، والتي تعمل على تطوير حلول محلية ذات أثر اقتصادي وطاقي مستدام و InnovX.

حيث تم في المرحلة الأولى من المشروع تثبيت حوالي 370 ألف لوحة شمسية، وآلاف الكيلومترات من الكابلات، مع البحث المضنى لتفادي انبعاث 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالإنتاج التقليدي، كما خلق المشروع حوالي 36 منصب شغل قار و1600 منصب شغل خلال مرحلة البناء، مع تسجيل 3.3 ملايين ساعة عمل دون حوادث تذكر، وتحقيق نسبة 60% من المحتوى المحلي.

ولعل المشروع الطاقي الجديد والفاعل الأخضر المسؤول عن إنتاج وتخزين الكهرباء من مصادر متجددة، الذي أطلقه المكتب الشريف للفوسفاط (OCP Green Energy) وبالدور المحوري لشركة "JESA" وجميع الشركاء التقنيين والصناعيين الذين ساهموا في نجاح هذا الورش الاستراتيجي المهم. سيساهم في تغطية جزء كبير من احتياجات المواقع المنجمية، وتعزيز أمن الإمدادات.

حيث اعتمدت (OCP Green Energy) الدراع الأخضر للمجمع الشريف للفوسفاط في إنجاز هذه المرحلة، باستثمار بلغ 1.8 مليار درهم، وبدعم وصل إلى 100 مليون أورو من مؤسسة التمويل الدولية"SFI" ومساهمة بنك إعادة الإعمار الألماني"KfW وصندوق التكنولوجيا النظيفة بإشراف البنك الإفريقي للتنمية، خطوة تأتي لتعزيز أمن الإمدادات الكهربائية للمجموعة ودعم تنافسيتها الصناعية عبر استعمال طاقة نظيفة منخفضة التكلفة خصوصا خلال فترات الطلب المرتفع. باعتبارها امتداداً لرؤية صناعية جديدة قائمة على أسس نظيفة وفعالة، إلى جانب دعم انتقال المجموعة نحو نماذج تصنيع أكثر استدامة وفعالية، خاصة في مجال الأسمدة المشخصة، تم أن المجموعة لا تُعتبر منتجًا للكهرباء فقط، بل فاعلًا رئيسيًا في تطوير نموذج جديد لإدارة الطاقة، يقوم على تقليص كثافة الاستهلاك الطاقي وتحسين النجاعة عبر حلول متكاملة.

إن إنجاز حقل شمسي بقدرة 301 ميكاوات خلال الشطر الأول من الحقل الريحي والذي تم الترخيص له من طرف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في إطار قانون الإنتاج الذاتي وبموجب قرارات الوكالة الوطنية لتنظيم الكهرباء. مع إبرام اتفاقيات الولوج والربط مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لضمان نقل الكهرباء بين مواقع الإنتاج والاستهلاك التابعة للمجموعة، بما فيها منشآت (OCP Green Water) لتحلية المياه والوحدات الصناعية، هذا الحقل الشمسي الذي يضخ الطاقة الشمسية في الشبكات، يساهم لأول مرة من نقل الكهرباء المنتجة من خريبكة إلى منشآتها الصناعية في تزويد النشاطات المنجمية والمركبات الكيميائية ومحطات تحلية المياه للمجمع الشريف للفوسفاط بالطاقات النظيفة والنشاطات الصناعية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بجزء من الطاقية كما مكن من تأمين حاجيات وحدات الإنتاج.

تم أن المحطات الجديدة استوفت كافة الاختبارات التشغيلية وستمكن من تزويد المواقع الصناعية والمنجمية للمجموعة بجزء كبير من حاجياتها الطاقية والتي لا تهدف فقط من الحد من الانبعاثات الغازية لثاني أوكسيد الكربون بينما تساهم في خفض فاتورة الطاقة والكهرباء (استعمال الطاقة النظيفة 100 % صيف 2025) حيث بلغت المنشآت ذروتها التشغيلية خلال فترات الطلب المرتفع. ويجسد هذا البرنامج أحد أعمدة استراتيجية المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) التي تهدف إلى تغطية 100% من حاجياتها من الكهرباء المتجددة سنة 2027، وتسير المجموعة نحو تحقيق 1.2 جيغاواط وأكثر من 2 حتى 5 جيغاواط من الطاقة النظيفة بعد ذلك، ورفع القدرة الإجمالية إلى 13 جيغاواط بحلول 2032، ما يجعل (OCP) في صدارة الشركات العالمية التي تتجه نحو إزالة الكربون في صناعة الأسمدة إضافة إلى قدرات تخزين تتجاوز 2 جيغاواط في الساعة وهي أهداف ستجعل (OCP Green Water) فاعلاً مركزياً في دعم إنتاج الأسمدة، وتحلية المياه، والهيدروجين الأخضر، والطاقة الصناعية النظيفة. بما يعزز تنافسيتها الصناعية ويضمن استدامة عملياتها مع تحسين مرونة الشبكة الكهربائية، إضافة إلى إنشاء مركز لتخزين الكهرباء ببنكرير بهدف ضمان إمدادات مستمرة للطاقة المتجددة وتسميك إنتاج مستقر يعزز انتقال المجموعة نحو تحقيق استدامة وفاعلية المشروع الذي بدأ منذ سنة 2020/2021 والذي يعتبر خطوة أساسية ومرحلة جوهرية للإنتقال الطاقي للمجمع الشريف للفوسفاط ودعم الاندماج الأمثل للطاقات الخضراء وطنيا نحو تطوير منظومة طاقية متكاملة تجمع بين انتاج الكهرباء النظيفة وتخزينها الطاقي، كما شرعت الشركة ذاتها في تطوير نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات "BESS" بقدرة 25 ميغاواط/125 ميغاواط/ في الساعة، الذي سيدخل الخدمة سنة 2026، مع إشراك واسع للمقاولات المغربية مما سيمكن من تخزين الكهرباء الشمسية وضمان مرونة الشبكة، حيث تمت المصادقة في هذا الصدد على الصفقة الأولى لتوفير قدرة تخزينية تبلغ "125" ميغاواط بتقنية الـ"LFP" التي ترتبط بشكل أساسي بالقطاع الفوسفاطي وتدعم توجهاته الصناعية والمشكلة من مواد (الفوسفاط، الحديد و الليثيوم)، حيث يمثل تقنيات تخزينه الأول على المستوى الوطني نقطة تحول حقيقية في تسريع نشر الطاقات المتجددة وتعزيز مرونة النظام الكهربائي وفق أنظمة جد متطورة بما يدعم توجه المجموعة نحو حلول صناعية ومائية أكثر استدامة على المدى البعيد. مع تعزيز مرونة الشبكة وضمان استقرار الإمداد الكهربائي خلال فترات الذروة، كما أن هذه المعطيات تؤكد أن الاستثمار في الطاقات المتجددة ليس مجرد توجه بيئي، بل خيار اقتصادي مربح يساهم في خفض كلفة الطاقة وتعزيز تنافسية المجموعة.

ليبقى السؤال العريض هو أن الاستثمارات بالمجمع ضخمة تعد بملايير المليارات من الدولارات، والتي تجنيها الإدارة الشريفة من بيع الفوسفاط ومشتقاته إلى جل دول العالم، (أكثر من 350 زبون)، حيث بلغ رقم معاملات المجمع الشريف للفوسفاط لوحده السنة الماضية 2024، حوالي 96.9 مليار درهم. في حين نجد أن المشروع الضخم الذي حدد في 13 مليار دوار إلى حدود 2027 لا يشغل حاليا إلا 36 شغل قار و 1600 مشغل غير قار،  مما يطرح معه علامات الاستفهام للمجمع وجديته في التشغيل، وأمام تجاهل إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة أيضا لمطلب حق التشغيل بإقليم خريبكة والذي توقف لأكثر من 14 سنة ونيف(2011-2025)، أي منذ ما خلفته أحداث الثلاثاء الأسود 15 مارس 2011 من تشنجات واشتباكات وما تلتها من مسيرات واعتقالات ومحاكمات وتداعيات خطيرة حينما كانت خريبكة على صفيح ساحن وعلى فوهة بركان وكانت شرارة الأزمة تلوح في الأفق بسبب معاناة أبناء المتقاعدين والمتوفين المطالبين بتمكينهم من حقهم في العمل طبقا لقانون المناجم و لمقتضيات الفصل السادس (6) من قانون مستخدمي المجمع الشريف للفوسفاط إذ من خلاله يجري تشغيل المستخدمين على الصعيد الوطني، حتى يمكن للمكتب الشريف للفوسفاط إعطاء الأسبقية للأعوان المشطب عليهم من السجلات من جراء تسريحات جماعية، ولأبناء الأعوان المتوفين في الخدمة، ولأبناء المتقاعدين، ولأبناء الأعوان العاملين إذا استوفوا شروط التشغيل المطلوبة، ومن أجل تصريف خطة تنموية موحدة قصد إنقاذ مدينة خريبكة التي أصبحت بلا روح ولا فضاءات وفك العزلة عن المدينة والإقليم.

كما يجب التركيز أيضا على البعد البيئي والابتكاري في مشاريع مجموعة (OCP Green Energy) باعتبارها امتداداً لرؤية صناعية جديدة قائمة على أسس نظيفة وفعالة، حتى نجعل لإقليم خريبكة العاصمة العالمية للفوسفاط التي انتهكت حرمته البيئية من استغلال أحواض الفوسفاط لأزيد من 105 سنة (1920-2025)، بسبب إشعاعات مفرطة من الأورانيوم و انتشار السيليكوز وأضرارها المحدقة على الإنسان (الربو-الأورام السرطانية...)، والحيوان والهواء والتربة، والبيئة، والتي ينفي أثارها الوخيمة بعض المسؤولين التابعين للمجمع أو المحسوبين عليه الذين يستفيدون من غدق مشاريعه ونعمه السخية وذلك لغرض في نفس يعقوب، والدين يريدون طمس الحقائق وحجب الشمس بالغربال والتدرع بالمنافسة الشرسة للمجمع... مختبراً حقيقياً وبامتياز للابتكار وتطوير المشاريع الخضراء النظيفة. وإنجاز حزام بيئي أخضر من قبل المجمع، ونأمل أن يمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية رائدة تعكس التزام (OCP Green Energy) الراسخ بريادة الانتقال الطاقي بالمغرب. حتى لا يكون مجرد استثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة فحسب، بل هو استثمار في المستقبل، يعزز تنافسية الصناعة الوطنية ويكرس مكانة المغرب كفاعل إقليمي في الطاقات النظيفة. كما لا يعد خياراً فقط بل مساراً استراتيجياً يرسخ مكانة المجمع كقوة صناعية خضراء، مما يشكل لبنة أساسية نحو تحقيق الاكتفاء الطاقي المستدام وتعزيز التنمية المسؤولة، ويسهم في ترسيخ موقع المغرب ضمن الدول الصاعدة بقوة في مجال الطاقات المتجددة.

"شات جي بي تي" تستعد لعرض الإعلانات داخل التطبيق



مجموعة TGCC تفوز بصفقة أشغال بناء المركز الاستشفائي الجامعي ببني ملال بطاقة 520 سريراً




فازت مجموعة TGCC بصفقة أشغال بناء المركز الاستشفائي الجامعي (CHU) بمدينة بني ملال، ضمن برنامج تعزيز البنية الصحية بالجهة، بسعة استيعابية قدرها 520 سريراً، وذلك عقب مساطر عمومية أشرفت عليها الجهات المختصة. يأتي هذا المشروع ليؤسس لقطب جامعي-استشفائي يخدم ساكنة جهة بني ملال-خنيفرة عبر توسيع العرض العلاجي ورفع جودة الخدمات، مع برمجة مكونات طبية وتقنية تشمل المركب الجراحي، والإنعاش، والمستعجلات، والمختبرات، ووحدات الأشعة.

وسيساهم دخول المشروع مرحلة الأشغال الفعلية في تسريع تنفيذ الجدولة الزمنية للتشييد، بما يكرس تموقع الجهة كرافعة لطب القرب والتكوين الطبي، ويحد من ضغط التحويلات نحو أقاليم وجهات أخرى. ومن المرتقب أن يواكب الورش إحداث تكامل مع مؤسسات التكوين الصحي والجامعي، دعماً لتأهيل الموارد البشرية وضمان استدامة التجهيزات والخدمات لفائدة المرتفقين.

المغرب نموذج في مجال تحلية مياه البحر والنهوض بالطاقات المتجددة (مسؤولة أممية).


 أكدت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة للماء، ريتنو مارسودي، خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للماء بمراكش، أن المغرب يشكل نموذجاً رائداً في مجال تحلية مياه البحر وتطوير الطاقات المتجددة، وخاصة الريحية والشمسية.

أشادت مارسودي بالتقدم الكبير الذي حققته المملكة في هذا المجال، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يصل الاعتماد على مياه التحلية إلى 60% سنة 2030 مقابل 30% سنة 2025، وهو تطور يعتمد بدرجة كبيرة على الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وأبرزت أن التجربة المغربية تعد "نموذجاً قيّماً" يمكن تقاسمه مع الدول التي تواجه تحديات مائية مشابهة، مؤكدة أهمية الجهود الوطنية في التدبير المستدام للموارد المائية.

ويُعدّ المؤتمر، المنظم تحت شعار "الماء في عالم يتغير .. الابتكار والتكيف"، منصة دولية تجمع خبراء وممارسين وصناع قرار لتبادل الخبرات وبحث حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المتعلقة بحكامة الماء وأمنه واستدامته.


لقاء صلح يهدئ توتراً برلمانياً بين وهبي وحيكر

 



الرباط - خاص لأطلس 24
عقد خلال الساعات الماضية لقاء صلح بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي والنائب البرلماني عبد الصمد حيكر بحضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بهدف احتواء التوتر الذي اندلع في جلسة أسئلة شفهية بمجلس النواب حول مشروع قانون تنظيم مهنة العدول. انطلقت الشرارة من تعقيب نائبة حزب العدالة والتنمية هند بناني، فرد وهبي واصفاً إياه بـ"بيان مجلس الثورة"، مما أثار احتجاجاً شديداً من نواب البيجيدي يتقدمهم حيكر ومصطفى الإبراهيمي الذين طالبوا بسحب التعبير المستفز. تصاعد الخلاف إلى درجة كادت تتحول إلى عراك، حيث تدخل رئيس الجلسة إدريس أشطبي ووصف النواب بـ"ماركسيين على سنة الله ورسوله"، قبل أن يطردهم بعد رفضهم الالتزام بنقاط النظام المتكررة، مما أدى إلى تعليق الجلسة مؤقتاً.

أكدت مصادر برلمانية أن اللقاء أسفر عن اتفاق مبدئي على سحب التصريحات المثيرة للجدل واستئناف الحوار البناء، في خطوة رحبت بها أوساط حزبية للحفاظ على هيبة المؤسسة التشريعية. أثار الحدث تفاعلات واسعة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مع انتقادات للتصعيد الشخصي ودعوات لاحترام النظام الداخلي، معتبرين الواقعة تعبيراً عن احتقان سياسي أوسع حول الإصلاحات القضائية قبل الانتخابات المقبلة. يُعد هذا الصلح إشارة إيجابية لتهدئة الأجواء داخل البرلمان، مؤكداً أهمية الوساطة الحكومية في منع تحول الخلافات إلى أزمات حزبية.

لفتيت: التحضير للانتخابات التشريعية يجري بروح من المسؤولية والتوافق




أكد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن التحضيرات المتعلقة بالاستحقاقات التشريعية المقبلة تتم في إطار روح جماعية مسؤولة، بهدف جعل هذا الموعد السياسي محطة لتعزيز متانة النموذج الانتخابي المغربي.

وأوضح الوزير، خلال عرضه للميزانية الفرعية لوزارة الداخلية أمام لجنة الداخلية والجهات والجماعات الترابية بمجلس المستشارين، أن العملية تميزت بـ مقاربة تشاورية واسعة مع مختلف الأحزاب السياسية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية الواردة في خطاب العرش.

وتهم هذه المشاورات ثلاثة مشاريع قوانين أساسية معروضة حالياً على المسطرة التشريعية، وتشمل:

  • مشروع القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب،

  • مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية،

  • مشروع قانون يخص اللوائح الانتخابية العامة وتنظيم عمليات الاستفتاء واستعمال وسائل الإعلام العمومية خلال الحملات الانتخابية.

وشدد لفتيت على أن ضمان نزاهة الانتخابات وتخليق الحياة السياسية يشكلان شرطاً محورياً لإنجاح هذا الاستحقاق، انسجاماً مع التعليمات الملكية الهادفة إلى تعزيز البعد الأخلاقي في الممارسة السياسية وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب.

وفي الجانب المتعلق بالدعم العمومي، أوضح الوزير أن وزارته اتخذت التدابير اللازمة لصرف الدعم السنوي للأحزاب السياسية برسم سنة 2025، مع دعوة الهيئات المعنية إلى تسوية وضعياتها المالية وفق ملاحظات المجلس الأعلى للحسابات في تقريره حول تدقيق نفقات الأحزاب لسنة 2023.

كما أبرز أن اللجنة المكلفة بصندوق دعم تمثيلية النساء عقدت اجتماعاً نهاية فبراير 2025، استعرضت خلاله التعديلات الجديدة الرامية إلى تجويد أداء الصندوق وتعزيز نجاعة آلياته.

وقد ثمّن المستشارون البرلمانيون مسار المشاورات السياسية بين وزارة الداخلية والأحزاب، مؤكدين أن مشاريع القوانين الثلاثة تمثل لبنة جديدة في مسار الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، بما يسهم في تعزيز المشاركة وتجديد الثقة في المؤسسات المنتخبة.

المغرب يرتقي بنموذج "الماء–الطاقة–الغذاء" إلى ركيزة لسيادته المائية





مراكش – 2 دجنبر 2025

أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن المملكة المغربية جعلت من النموذج المندمج "الماء–الطاقة–الغذاء" محورًا رئيسيًا لاستراتيجيتها الوطنية للماء، في مواجهة التزايد المستمر للضغط المائي.

وأوضح بركة، خلال لقاء وزاري نظّم ضمن فعاليات الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء، أن المغرب اختار مسارًا استباقيًا يرتكز على الابتكار والتخطيط البعيد المدى، عبر تنزيل المخططات التوجيهية للتهيئة المندمجة للأحواض المائية في أفق 2050، والتي تحدد بدقة موارد وحاجيات كل حوض مائي ومشاريعه ذات الأولوية.

وأشار الوزير إلى أن هذه المخططات أصبحت اليوم تغني البرنامج الوطني للماء، الذي يمثل خارطة طريق فعلية لمختلف المتدخلين، مبرزًا بروز هندسة مائية جديدة تقوم على التحلية، والسدود الكبرى، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، وتغذية الفرشات المائية، إلى جانب الرقمنة وتدبير المياه الجوفية بعقود مستدامة.

وأكد بركة أن هدف المملكة هو "الانتقال من تدبير الندرة إلى إنتاج الماء"، كاشفًا أن المغرب يتوفر على 17 محطة تحلية، مع مشاريع جديدة قيد الإنجاز، بهدف بلوغ قدرة إنتاج تبلغ 1,7 مليار متر مكعب سنويًا بحلول 2030، بالاعتماد على الطاقات المتجددة لتقليص التكلفة وضمان الاستدامة.

كما سلط الوزير الضوء على مبادرات مبتكرة على الصعيد الوطني، من بينها اعتماد الألواح الشمسية العائمة للحد من تبخر المياه في السدود، وتوسيع برنامج استمطار السحب، وإطلاق وحدات تجريبية لإنتاج الماء من الرطوبة الجوية لفائدة المدارس والمناطق القروية.

من جانبه، أشاد وزير الموارد المائية الصيني، لي قوه ينغ، بالدينامية التي أطلقها المغرب في هذا المجال، مؤكدًا التقاطعات الاستراتيجية بين البلدين. كما شدد مسؤولون من تركيا على أهمية بناء سياسات تستبق التغيرات المناخية وتضمن حكامة مشتركة وتعاونًا إقليميًا مستمرًا.

ويُعد هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منصة دولية لاستكشاف حلول مبتكرة واستراتيجيات تكيفية في ظل التحولات المناخية المتسارعة. ومن المتوقع أن تختتم أشغاله بإعلان مراكش، الذي يشكل دعوة لتعزيز الربط بين العلم والسياسة والعمل، ودعم التعبئة العالمية لحماية الموارد المائية.

أشرف حكيمي يسابق الزمن




بالتوازي مع التحركات الجارية داخل باريس سان جيرمان، يمرّ أشرف حكيمي بمرحلة صحية دقيقة، إذ دخل في سباق حقيقي مع الوقت لاستعادة كامل جاهزيته قبل انطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025 التي سيحتضنها المغرب.

ناصر لارغيت، المدير التقني للاتحاد السعودي لكرة القدم والمقرّب من حكيمي، أكد في تصريح لموقع "إر إم سي" الفرنسي أن اللاعب يبذل جهودًا استثنائية للتعافي بسرعة، مشيرًا إلى أنه يخضع لست ساعات من حصص التأهيل يوميًا بهدف العودة في أقرب وقت ممكن لخدمة المنتخب الوطني.

ومن المرتقب أن يخضع حكيمي لفحص طبي حاسم سيُحدد بدقة موعد رجوعه إلى الملاعب، وسط تفاؤل واسع بإمكانية مشاركته في كأس إفريقيا التي يعلّق عليها المغاربة آمالًا كبيرة لتحقيق لقب ثانٍ بعد غياب دام نحو نصف قرن.

الدرس الافتتاحي لماستر التواصل والعلاقات العامة وتدبير المخاطر بكلية خريبكة




        خريبكة: سعيد العيدي

احتضن المدرج الرئيسي للندوات التابع للكلية المتعددة التخصصات بخريبكة ولجامعة السلطان مولاي سليمان، أشغال الدرس الافتتاحي لماستر التواصل والعلاقات العامة وتدبير المخاطر للموسم الجامعي 2025/2026، الذي قام بتسيير جلسته الدكتور مولاي عبد الرحيم المحمدي، والذي استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الطالب عبد الواحد مروان، ليلقي بعدها الدكتور نور الدين بركة نائب عميد الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة مكلف بالبحث العلمي كلمة بإسمه ونيابة عن السيد خاليد مهدي عميد الكلية، رحب في مستهلها بالسادة الأساتذة والطلبة الباحثين والحضور وبين من خلالها لأهمية البحث العلمي في نهضة الأمة والمجتمع ولأهمية الدراسة في الماستر بالرغم من النقص الحاصل في شعبة القانون من خريطة البرامج البيداغوجية بالكلية مع تزايد المطالب بخلق كلية الحقوق بخريبكة نظرا لتواجد الآلاف من طلبة المنطقة في شعب الحقوق بكليات أخرى، وختم كلمته في كون أن الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة هي رهن إشارة جميع الطلبة لإنجاح التكوين العلمي في الماستر الجامعي المميز.

أما كلمة الدكتور عبد الرزاق خالدي منسق ماستر التواصل والعلاقات العامة وتدبير المخاطر، رحب في بدايتها بالسيد المحاضر وبالسيد نائب عميد الكلية وبكل السادة الأساتذة والطلبة، وبين أهمية خلق الماستر الجديد وأوضح الرؤية المتجددة للكلية في خلق التوازن بين سوق الشغل وتطوير العرض البيداغوجي وخلق شراكات مع المؤسسات العمومية والخاصة وإدارة العلاقات العامة، وبين الإكراهات الموجودة على أرض الواقع. واعتبر الماستر الجديد بكونه مشروع معرفي واستراتيجي لجيل جديد من الباحثين من أجل تدبير المخاطر مع الالتزام بتوفير الظروف العلمية والعملية، وشكر كل من ساهم في إخراج هذا المولود وتحرير الطموحات، وجدد في الوقت ذاته آيات الولاء والإخلاص للسدة العالية بالله بمناسبة احتفال الشعب المغربي قاطبة بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء، وبعيد الوحدة بغية الحفاظ على مقدسات الأمة المغربية ووحدتها الترابية.

أما مداخلة فضيلة الدكتور والأستاذ رشيد صدوق وكيل عام للملك لدى محكمة النقض بالرباط سابقا ومحامي بهيئة المحاميين بالدار البيضاء، ومحامي عام سابق لدى محكمة النقض ودكتور في الحقوق، وخريج جامعة لندن بإنجلترا، وخريج المدرسة الوطنية للقضاء بفرنسا، وخبير سابق لدى الأمم المتحدة، تطرق خلال إلقاء مداخلته ومحاضرته في الدرس الافتتاحي حول "جرائم الأموال والإرهاب والتواصل والعلاقات العامة وتبادل التجارب" في علاقتها بموضوع ماستر التواصل والعلاقات العامة وتدبير المخاطر. مذكرا في الوقت ذاته بأنواع الجرائم الخطيرة وبالعديد من الأنظمة ودعا إلى التمييز بين التنمية الذاتية والتقوية الذاتية، ولمهارات التواصل بالنسبة للمسؤولين الجدد.

حيث اعتبر الأستاذ المحاضر أن هذه المواضيع قد تبدو للوهلة الأولى مستقلة عن بعضها البعض ولكنها في الحقيقة متلازمة؛ ولعل القاسم المشترك بين مواضيع التواصل والعلاقات العامة وتدبير المخاطر هو المخاطر التي ينطوي عليها كل موضوع من المواضيع المذكورة؛ وقد تكون الحاجة إلى حسن تدبير تلك المواضيع بهدف تعطيل مفعول المخاطر التي تنطوي عليها هي القاسم المشترك بينها.

وعرف التواصل بكونه عملية تبادل المعلومات أو المشاعر أو الأفكار بين شخصين أو أكثر، باستخدام وسائل لفظية (كلمات)، وغير لفظية (إيماءات، تعبيرات)، وصوتية (نبرة الصوت)؛ وقد يكون التواصل أحادي الاتجاه (نقل) أو ثنائي الاتجاه (تبادل)؛ وهو موجود في جميع جوانب الحياة، من العمل إلى العلاقات الشخصية؛ فالتواصل الجيد ضروري للوضوح والتعاون وتحقيق الأهداف. و نقل المعلومات: وهو عملية نقل رسالة أو فكرة أو معرفة من مُرسِل إلى مُستقبِل.

أما فيما يخص المشاركة: فقد يُشتق المصطلح من الكلمة اللاتينية ""communicare، والتي تعني "المشاركة" أو "التشارك"، مُؤكدًا على أهمية الحوار والتبادل. وهي عملية مُعقدة: لا يكون التواصل مثاليًا دائمًا؛ فقد يختلف تفسير المُستقبِل للرسالة عن نية المُرسِل. جوهري: لا يُمكننا الاستغناء عن التواصل، حتى عن غير قصد.

وفيما يخص أنواع التواصل ذكر الأستاذ المحاضر أن هناك التواصل اللفظي: باستخدام الكلمات، سواءً شفويًا (منطوقًا) أو كتابيًا (نصًا). والتواصل غير اللفظي: يعتمد على الجسد والوجه والإيماءات، وقد يكون أحيانًا أقوى من الكلمات. والتوصل الصوتي: الذي تلعب من خلاله نبرة الصوت وقوته وتجويده دورًا رئيسيًا في إيصال المعنى، وفقًا لعالم النفس "ألبرت محرابيان".

أما فيما يخص مكونات عملية التواصل فهناك المُرسِل: الشخص الذي يُرسِل الرسالة. والمُستقبِل: أي الشخص الذي يستلم الرسالة. و الرسالة: التي تتضمن المعلومات المُرسَلة. والقناة: باعتبارها الوسيط الذي تُرسَل من خلاله الرسالة (صوت، هاتف، كتابة). والرمز: الذي يعد نظام الإشارات المُستخدم لنقل الرسالة (لغة، إيماءات). تم السياق: وهو الإطار الذي يتم فيه الاتصال.

وهناك الصفات الخمس للمُتواصل الجيد، المتمثل في الإنصات، الصدق، الوضوح، مهارات التعامل مع الآخرين تم الحزم. حيث أن الوعي بهذه العناصر يسمح لك بتعديل ملاءمة طريقتك في التعبير عن نفسك والتفاعل بشكل فعال مع من حولك.

وتشمل العلاقات العامة حسب الأستاذ المحاضر، جميع الأساليب التي تستخدمها المؤسسة لبناء علاقات إيجابية والحفاظ عليها مع جماهيرها المستهدفة، سواءً كانوا عملاء، أو وسائل إعلام، أو شركاء، أو عامة الناس. ويتمثل الهدف الرئيسي للعلاقات العامة في بناء صورة إيجابية وسمعة قوية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل بيئة تنافسية.

كما تتجلى أهمية العلاقات العامة في إدارة الصورة تُمكّن العلاقات العامة الشركات من إدارة صورتها وسمعتها. ويشمل ذلك إيصال قيم الشركة وأخبارها ومبادراتها. وبناء الثقة: من خلال بناء تواصل شفاف وصادق، تُساعد العلاقات العامة على تهيئة مناخ من الثقة بين المؤسسة وأصحاب المصلحة. تم الظهور والوعي بالعلامة التجارية: من خلال الإجراءات الاستراتيجية، تُعزز العلاقات العامة كحضور الشركة، وتعزز الوعي ببناء صورة إيجابية بعلامتها التجارية في السوق. حيث وبشكل عام، يُعدّ الظهور الإيجابي لدى الجمهور عاملاً إيجابياً للمبيعات. فالمستهلكون أكثر ميلاً لشراء منتجات أو خدمات الشركة التي يثقون بها. وبالتالي، تُمكّن العلاقات العامة الشركة من بناء مناخ من الثقة، سواءً على المستوى الخارجي مع الجمهور العام والشركاء ووسائل الإعلام، أو داخلياً مع الموظفين. تم أيضا عن طريق نشر المعلومات

لأنه في سياق الأعمال، يتمثل أحد الأهداف الرئيسية للعلاقات العامة في إطلاع مختلف فئات الجمهور على أخبار الشركة ومكانتها وقيمها. وبهذه الطريقة، تُطوّر العلامة التجارية صورتها المؤسسية وتُروّج لها، وتُوطّد علاقة وثيقة، وتُهيئ مناخاً من الثقة مع مجتمعها. وزيادة الظهور والمصداقية من خلال جهود العلاقات العامة، كما تُعزز الشركة حضورها ووعي علامتها التجارية بين جمهورها المستهدف. وتُساهم هذه الجهود بالتالي في بناء سمعة إيجابية حول العلامة التجارية، مما يزيد من مصداقيتها في قطاعها. وهذا بلا شك سيلعب دوراً في تنمية إيراداتها. وبالتالي، تستفيد الشركة من صورة أفضل لعلامتها التجارية. والرفع من مستوى الظهور والمصداقية، ومن خلال جهود العلاقات العامة، حيث تُعزز الشركة حضورها والوعي بعلامتها التجارية بين جمهورها المستهدف. وتُساهم هذه الجهود في بناء سمعة إيجابية حول العلامة التجارية، مما يزيد من مصداقيتها في قطاعها. وهذا بلا شك سيلعب دوراً في تنمية إيراداتها. وبالتالي، تستفيد الشركة من صورة أفضل لعلامتها التجارية.

أما في ما يخص الأدوات والتقنيات فقد يستخدم متخصصو العلاقات العامة أدوات متنوعة لتحقيق أهدافهم، منها: المواد الصحفية: لإعلام وسائل الإعلام والجمهور بفعاليات الشركة وأخبارها. أولها الفعاليات: عن طريق تنظيم الندوات والمعارض التجارية والمؤتمرات للتفاعل المباشر مع الجمهور المستهدف. ثانيها، وسائل التواصل الاجتماعي: عن طريق استخدام المنصات الرقمية للتفاعل مع الجمهور والاستجابة السريعة لمخاوفهم.

ومن جانب العلاقات العامة والتسويق ذكر الأستاذ المحاضر أنه عكس التسويق الذي يركز بشكل أساسي على بيع المنتجات والخدمات، تهدف العلاقات العامة إلى بناء علاقات مستدامة وتعزيز صورة إيجابية للمؤسسة. وتُعطي العلاقات العامة الأولوية للمصداقية والثقة على شراء مساحات إعلامية.

وعن أنواع العلاقات العامة فقد حددها الأستاذ المحاضر أولا في العلاقات الداخلية حيث يُعد تطبيق سياسة علاقات عامة داخلية عامل نجاح رئيسي، بغض النظر عن حجم الشركة. وتهدف إلى التواصل الفعال مع الموظفين والحفاظ على علاقات إيجابية داخل المؤسسة. وتساعد العلاقات العامة الداخلية على تحفيز الموظفين، وتعزيز ثقافة الشركة، وتشجيع التعاون والابتكار. وتتوفر العديد من أدوات الاتصال الداخلي، مثل: إنشاء شبكة داخلية للوصول إلى معلومات الشركة المهمة و إصدار نشرة إخبارية داخلية، واستخدام لوحة إعلانات لإعلام الجهات المعنية بالفعاليات القادمة وتنظيم اجتماعات أو ندوات دورية لمشاركة النتائج، على سبيل المثال.

ثانيها: العلاقات الخارجية، والتي تستهدف العلاقات العامة أنواعًا مختلفة من الجمهور: العملاء والمستهلكون: لتعزيز ثقتهم وولائهم ووسائل الإعلام: للحصول على تغطية إعلامية وجذب اهتمام العملاء المحتملين، وشركاء الأعمال والمستثمرون: لطمأنتهم وتشجيعهم على الحفاظ على دعمهم المالي

 والمؤثرون وقادة الرأي: لكسب ثقتهم والتزامهم. بشكل عام، تعمل العلاقات العامة على تعزيز صورة العلامة التجارية للشركة لدى أصحاب المصلحة من خلال إجراءات مستهدفة تهدف إلى بناء علاقات قوية ودائمة.

وتتجلى أهمية العلاقات العامة في كونها أصبحت اليوم ركيزةً استراتيجيةً أساسيةً للشركات والمؤسسات. فهي تتجاوز مجرد البيانات الصحفية أو الفعاليات الترويجية، لتعالج التحديات المعاصرة المتعلقة بالسمعة والشفافية والعالم الرقمي. وارتباطه بأهم التحديات الحالية: أولها طبعا الوعي والسمعة عن طريق تعزيز الوعي: حيث يمكّن المؤسسة من أن تكون معروفةً للجمهور المستهدف وأن تُخلّد في الذاكرة. إضافة إلى صورة العلامة التجارية وسمعتها: لأن كل إجراء أو تواصل أو أزمة تؤثر بشكلٍ مباشر على صورة الشركة. فالسمعة أصلٌ استراتيجيٌّ غير ملموس، بالغ الأهمية للنمو، وثقة العملاء، والقدرة التنافسية المستدامة. وهناك إدارة استباقية للسمعة عبر الإنترنت: في العصر الرقمي، تُضخّم شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية كلاً من النجاحات والإخفاقات بسرعة، مما يتطلب مراقبةً مستمرة.

 ثانيها التحديات الرقمية لأن التحول الرقمي: يتم التواصل الآن عبر الوسائط الرقمية حيث تُعد الاستجابة والتفاعل الفوري أمرًا بالغ الأهمية. والتواصل ثنائي الاتجاه: يُعدّ التواصل مع الجمهور، سواءً كان متكافئًا (الحوار المتساوي) أو غير متكافئ (التأثير)، أداةً أساسيةً لمصداقية الرسائل وشرعيتها.

أما تحليل البيانات والأداء: فقد يُتيح استخدام التحليلات والأدوات الرقمية وقياس تأثير الحملات وتكييف الرسائل بناءً على التصور العام. ثالثها إدارة الأزمات عن طريق الوقاية والتوقع: حيث يجب على متخصصي العلاقات العامة تحديد علامات الإنذار المبكر للأزمة، مثل الخلافات على وسائل التواصل الاجتماعي. تم التواصل في الأزمات: حيث تُعد الاستجابة السريعة والشفافة والمتسقة أمرًا أساسيًا للحد من الأضرار التي تلحق بالسمعة واستعادة الثقة. وكذا التخطيط الاستراتيجي: لأنه يجب أن تمتلك الشركات سيناريوهات وأدلة لإدارة الأزمات تتكيف مع سياقاتها المحلية والعالمية. ورابعها الأخلاقيات والمسؤولية الاجتماعية لأن أخلاقيات التواصل: لم تعد فيه العلاقات العامة تقتصر على الإقناع الفعال؛ بل تعمل في إطار من القيم والاستماع الفعال والمسؤولية الأخلاقية. تم المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR): حيث يجب أن تعكس الإجراءات والتواصل التزامًا بالتنمية المستدامة، والشمول، والعدالة الاجتماعية، والقبول الاجتماعي للمشاريع. تم الشفافية: حيث يتوقع الجمهور تواصلًا صادقًا وقابلًا للتحقق، ويجب على متخصصي العلاقات العامة دعم هذا المطلب. خامسها: الابتكار الاستراتيجي والإبداع فهناك حملات تفاعلية وقابلة للقياس: من خلال الجمع بين الإبداع ورواية القصص والأدوات الحديثة، ويبني متخصصو العلاقات العامة استراتيجيةً فعّالة ومميزة. مع إشراك أصحاب المصلحة: حيث لا يقتصر الجمهور على العملاء فحسب، بل يشمل أيضًا الموظفين والشركاء والمستثمرين ووسائل الإعلام والمؤثرين، ويتطلب كلٌّ منهم مناهج مُخصصة. مع سرد القصص وتطوير سرد متماسك وجذاب يُبرز قيم المؤسسة ويجذب الانتباه. سادسها القضايا الاجتماعية والتنظيمية تم التنوع والشمول الذي يجب أن يعكس التواصل ويعزز قيم الشمول والإنصاف. وكذا القبول الاجتماعي: تُسهم العلاقات العامة في دعم الجمهور للمشاريع أو العمليات من خلال استباق الاهتمامات الاجتماعية والبيئية ودمجها. و تعزيز الثقة التنظيمية عن طريق بناء علاقات مستدامة مع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين لدعم مرونة المنظمة وقيمتها.

وخلص الأستاذ المحاضر رشيد صدوق بكون أن العلاقات العامة تلعب دورًا محوريًا في التواصل المعاصر، لا سيما في العصر الرقمي حيث تُعد الشفافية والمصداقية أمرًا بالغ الأهمية. فهي تُمكّن المؤسسات من التعامل مع مشهد إعلامي معقد، وفي نفس الوقت بناء علاقات قوية مع جماهيرها. كما أن

إدارة المخاطر هي التخصص الذي يركز على تحديد المخاطر وتقييمها وتحديد أولوياتها للحد من تأثيرها على المؤسسة. فهي أسلوب منهجي لإدارة المخاطر المحتملة التي قد تؤثر سلبًا على عمليات المؤسسة أو سمعتها أو استقرارها المالي. ويتضمن الخطوات الرئيسية التالية: أولها التحديد: عن طريق إدراك المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على المؤسسة، بما في ذلك المخاطر المالية والتشغيلية والقانونية والتكنولوجية. ثانيها التقييم: عن طريق تقييم احتمالية وأثر المخاطر المحددة لتحديد أولوياتها بفعالية. وثالثها التخفيف: عن طريق وضع استراتيجيات لتقليل المخاطر أو القضاء عليها، والتي قد تشمل تطبيق الضوابط، أو نقل المخاطر من خلال التأمين، أو قبول مخاطر معينة عند الضرورة.

أما عن دور مدير المخاطر فهو يلعب دورًا محوريًا في المؤسسة من خلال الإشراف على عملية إدارة المخاطر. تشمل مسؤولياته عادةً ما يلي: أولا تحليل المخاطر: عن طريق إجراء تحليلات شاملة لفهم طبيعة المخاطر المختلفة وتداعياتها. وثانيا تقديم المشورة للإدارة: وتقديم رؤى وتوصيات للإدارة العليا بشأن القرارات والاستراتيجيات المتعلقة بالمخاطر. ثالثا التعاون عن طريق العمل بشكل وثيق مع مختلف الإدارات لضمان فهم شامل للمخاطر في جميع أنحاء المؤسسة. ورابعا الامتثال: عن طريق ضمان التزام المؤسسة باللوائح والمعايير ذات الصلة بإدارة المخاطر.

ولكي يكون مدير المخاطر فعالاً، يجب أن يتمتع بمزيج من المهارات والمؤهلات التحليلية، ومهارات التواصل، مع فهم عميق للقطاع الذي يعمل فيه. عادةً، تُعدّ الخلفية في المالية أو إدارة الأعمال أو مجال ذي صلة ميزة إضافية، إلى جانب تدريب متخصص في ممارسات إدارة المخاطر التي هي باختصار شديد تُعدّ عنصرًا أساسيًا في استراتيجية المؤسسة، إذ تُساعد على الحماية من التهديدات المحتملة، وتُمكّن من اتخاذ قرارات مدروسة. ويُعد دور مدير المخاطر حيويًا في التعامل مع هذه التعقيدات، وضمان قدرة المؤسسة على الصمود في مواجهة التقلبات، انتهى قول الأستاذ المحاضر.

وبعد ذلك تم فتح باب المناقشة في وجه السادة الحاضرين تلتها مداخلات تفاعلية لينتهي أشغال الدرس الافتتاحي لماستر التواصل والعلاقات العامة وتدبير المخاطر بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة في جو يسوده الالتزام والمسؤولية.