رصيف الصحافة : ظاهرة “العائلات السياسية” و الغنائم السياسية والاقتصادية

 




هناك منافسة كبيرة بين بعض العائلات للحصول على الغنائم السياسية والاقتصادية، حيث أن عائلات خاضت السباق في الانتخابات السابقة، وأصبحت كل مدينة رفي يد عائلة واحدة.

ومن الأمثلة أسرةُ جواد غريب، رئيس المجلس الإقليمي للقنيطرة، التي تسيطر على مجموعة من المناصب الانتخابية بالإقليم، وعائلة الراضي التي تحظى بنفوذ سياسي واقتصادي كبير في جهة الغرب منذ فترة طويلة، وكذا عائلة ولد الرشيد التي جمعت السلطة والنفوذ والمال في الأقاليم الجنوبية.

وفي بوجدور، تسيطر عائلة عبد العزيز أبا على المشهد الحزبي والسياسي بالإقليم منذ 30 سنة. كما نجد مدينة مكناس تحت إبط عائلة الطاهري. وعلى المنوال ذاته، هناك عائلة قنديل التي تبسط نفوذها على دكالة. وفي الأطلس المتوسط توجد محمية آل أوزين.

ومدينة وزان باتت تحت قبضة آل المحرشي، بحيث حازت شابة لا يتجاوز عمرها 21 سنة الصفة البرلمانية بفضل والدها، والعاصمة العلمية للمملكة تم تحفيظها باسم شباط، وتارودانت سقطت في كف آل وهبي.

في هذا الصدد، يرى بعض الباحثين أن ظاهرة “العائلات السياسية” جزء لا يتجزأ من ظاهرة التدوير في الحقل السياسي المغربي، التي تشمل كذلك الترحال السياسي، مشيرين إلى أنه في ظل هذا الوضع لا يمكن المراهنة على تجديد النخب والدفع ببرنامج انتخابي معين أو خط سياسي يعكس المقررات والتوجهات المرجعية للأحزاب السياسية، كما تؤثر هذه الظاهرة على أداء المؤسسات المنتخبة.

ويرى آخرون أن ترشيح بعض البرلمانيين في البلاد لأبنائهم وأقاربهم في القوائم الانتخابية، بدلا من إتاحة الفرصة لأعضاء آخرين، يسيء إلى الاختيار الديمقراطي الدستوري، كما يعكس وجود خلل سياسي جراء غياب سلطة تحد من شطط السلطة الحزبية.

وأفاد لحسن اليوسفي، باحث في علم النفس، بأن الجماعات التي تسيطر فيها العائلات السياسية غارقة في الهشاشة والفقر.

ودعا عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى تقوية دور الأحزاب السياسية ودمقرتها لمحاصرة ظاهرة العائلات السياسية.

وفي حوار على صفحات “الوطن الآن”، ذكر رشيد لبكر، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بالجديدة، أن “مدينة الجديدة منتجة بشكل كبير للثقافة وتوجد بها نخب مثقفة بشكل كبير، لكن أمام القبح الذي زحف على المدينة وصوتها الذي لم يعد مسموعا، اختارت أن تتوارى إلى الخلف، وكما نقول بالدارجة “تغلبات” ويجب فتح حوار موسع من أجل انتشال المدينة من حالة الوهن الذي وصلت إليه.

“الوطن الآن”


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق