إسبانيا تجدد التأكيد على موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي

 


جددت الحكومة الإسبانية تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة المغربية، معتبرةً إياها الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وقد جاء هذا الموقف على لسان وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، السيد خوسيه مانويل ألباريس بوينو، عقب لقائه بنظيره المغربي السيد ناصر بوريطة، في العاصمة مدريد.

وشكّل هذا اللقاء فرصة لتعزيز التفاهم الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في ظل ما تعرفه العلاقات المغربية الإسبانية من تطور ملموس خلال السنوات الأخيرة. وأكد الوزير الإسباني على وعي بلاده بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، مشيدًا بالجهود الجادة والموثوقة التي تبذلها المملكة في إطار جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي توافقي.

ويأتي هذا الموقف في إطار الدينامية الدولية المتواصلة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل ترسيخ السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وتعزيز مكانة مبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي وعملي لإنهاء النزاع.

ويمثل الموقف الإسباني استمرارية للتوجه الجديد الذي أعلن عنه في مارس 2022، والذي شكل تحولًا بارزًا في السياسة الخارجية لمدريد تجاه هذا الملف. كما يعكس هذا الدعم المتجدد إدراكًا أوروبيًا متزايدًا بأهمية تعزيز الاستقرار في المنطقة، في ظل التحديات المشتركة المرتبطة بالأمن والهجرة والتنمية.

وفي هذا السياق، تندرج هذه التصريحات ضمن إطار أوسع من الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، والتي تشمل مجالات متعددة من التعاون، بما في ذلك محاربة الإرهاب، والهجرة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية.

ويُذكر أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب سنة 2007، تحظى بدعم متصاعد من عدد كبير من الدول والمنظمات الدولية، باعتبارها حلاً واقعياً يحترم سيادة المغرب ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وفي الختام، يؤكد الموقف الإسباني الراهن مرة أخرى أن خيار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمثل المسار الواقعي الوحيد لتسوية هذا النزاع، بما يخدم مصالح كافة الأطراف ويعزز السلم الإقليمي والدولي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق