في خطوة مهمة لتعميق التعاون الأمني بين
المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، أجرى السيد ناصر بوريطة، وزير
الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مباحثات اليوم في
واشنطن مع السيد سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس وكبير مديري مكافحة الإرهاب
في مجلس الأمن القومي الأمريكي. اللقاء الذي جرى بين الطرفين يعد خطوة هامة نحو
تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والاستقرار، لا سيما في مناطق حساسة مثل
إفريقيا والشرق الأوسط.
في الوقت الذي تواجه فيه مناطق عدة في
إفريقيا والشرق الأوسط تحديات أمنية متزايدة، تأتي هذه المحادثات لتسليط الضوء على
دور المغرب الفاعل في تعزيز الأمن الإقليمي ومحاربة التهديدات العابرة للحدود مثل
الإرهاب والجريمة المنظمة. المغرب، الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع الولايات المتحدة،
يسعى من خلال هذه الزيارة إلى توسيع نطاق التعاون الثنائي في مجالات متعددة،
أبرزها الأمن والتدريب المشترك والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
و تعتبر العلاقة بين المغرب والولايات
المتحدة محورية، خصوصًا في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الأمنية.
الولايات المتحدة تعتبر المغرب شريكًا استراتيجيًا في منطقة شمال إفريقيا، وتُثني
على دوره البارز في استقرار المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية. من جانبها، تسعى
المملكة المغربية إلى تعزيز دعم واشنطن في هذه القضايا، بما يعزز مكانتها كحليف
موثوق في المنطقة.
أحد المحاور الرئيسية للمباحثات كان
التركيز على تعزيز التعاون الأمني في إفريقيا والشرق الأوسط. فالمغرب يمتلك تجربة
واسعة في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصًا في إطار تحالفات إقليمية ودولية، ويشكل
نموذجًا يحتذى به في الوقاية من التطرف. وتعتبر هذه المباحثات خطوة هامة نحو
التنسيق المشترك لمكافحة التحديات الأمنية التي تهدد الاستقرار في المنطقة.
فيما يخص التعاون في مجال مكافحة
الإرهاب، أكد السيد ناصر بوريطة على أهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية والقيام
بتدريبات مشتركة بين الجانبين. كما أن التعاون في مجال التصدي لظاهرة التطرف
العنيف والتصدي للجماعات الإرهابية التي تستغل الفضاء الرقمي هو أحد الأولويات
التي تم الاتفاق على تعزيزها بين البلدين.
الحديث عن هذا التعاون يفتح الباب أيضًا
للحديث عن التحديات المستقبلية التي قد تواجه البلدين في تعاملهما مع الأزمات
المتزايدة في المنطقة. فلا يخفى على أحد أن التحديات الأمنية تتسارع في مناطق مثل
الساحل الإفريقي والشرق الأوسط، ما يستدعي تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات بين الدول
الحليفة.
و تُعد زيارة السيد ناصر بوريطة إلى
واشنطن محطّة جديدة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة.
هذه العلاقات، المبنية على الثقة والتعاون في مجالات حيوية مثل الأمن، تمثل حجر
الزاوية في مواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الاستقرار في منطقة حيوية للعالم أجمع.
إن تعزيز التعاون بين المغرب والولايات
المتحدة في المجالات الأمنية يعكس التزام الطرفين بمحاربة التحديات المشتركة التي
تهدد السلام والاستقرار العالمي. ويؤكد أن التعاون الدولي هو السبيل الأمثل
لمواجهة تهديدات العصر الحديث.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق