المغرب يعبر من بوابة بولونيا نحو شراكات اقتصادية جديدة بقيادة جهة بني ملال-خنيفرة




 في خطوة تجسّد روح المبادرة الاستباقية والانخراط العميق في الدينامية الاستثمارية الدولية التي تعرفها المملكة، قام وفد رسمي من المركز الجهوي للاستثمار بني ملال-خنيفرة بزيارة عمل متميزة إلى جمهورية بولونيا، ضمن المرحلة الأوروبية من برنامج “جولة الاستثمارات الكبرى”، التي تأتي في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تفعيل الميثاق الجديد للاستثمار، وتعزيز الجاذبية الاقتصادية للمجالات الترابية، بتنسيق محكم مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، وبتوجيه مباشر من السيد والي جهة بني ملال-خنيفرة.


وقد حمل هذا الوفد، الذي ترأسه السيد نوفل حمومي، مدير القطب الجهوي للدفع الاقتصادي والعرض الترابي، رفقة السيد كريم العلوي، رئيس قسم العرض الترابي والترويج، رؤية واضحة ومشروعاً ترابياً طموحاً يضع الإنسان، والمجال، والمستثمر، في قلب معادلة التنمية. وكانت مدينة وادوفيسي البولونية محطة أولى لهذه الدينامية الجديدة، حيث استقبلت المجموعة الصناعية الأوروبية الكبرى “ماسبيكس” الوفد المغربي في لقاء مهني وإنساني رفيع المستوى، تخللته جلسات عمل مكثفة وعرض شامل لمؤهلات جهة بني ملال-خنيفرة، من بنية تحتية حديثة، وحلول عقارية جاهزة عبر برنامج “إزدهار”، إلى فرص استثمارية واعدة في مجالات التحويل الغذائي، والفلاحة الذكية، والتوزيع، واللوجستيك.


اللافت في هذا اللقاء، لم يكن فقط مستوى التفاعل والاحترام المتبادل، بل اللحظة التي عرضت فيها المجموعة البولونية خريطة المملكة المغربية في وثائقها الرسمية كاملة، كما هي في وجدان المغاربة… دون نقصان. كانت إشارة صامتة، لكنها ناطقة بقوة القيم التي تجمع الشعوب حين يلتقون على قاعدة الاحترام والسيادة والآفاق المشتركة.


هذه الزيارة لم تقتصر على اللقاءات الرسمية، بل شملت زيارات ميدانية لمجموعات صناعية مرجعية مثل “Polmlek” و”Fortuna”، وتم خلالها عرض مشاريع ملموسة وفرص شراكة صناعية طويلة المدى مع الجهة، في أفق بناء جسور جديدة بين المصنع البولوني والمجال المغربي. كما عرف البرنامج لقاءات موازية مع شخصيات اقتصادية مؤثرة، من بينها السيد داريوس، المدير العام لشركة Jibal، والسيد عبد النور الفيلالي، مدير مصنع الشركة بالمغرب، بالإضافة إلى الدعم القيّم الذي قدمه مدير الوكالة البولونية للتجارة بالمغرب، والسيدة لبنى التي سهّلت قنوات التواصل بمرونة وكفاءة.


وقد شكّلت هذه الدينامية المشتركة مناسبة لإبراز الرؤية المتقدمة التي ينهجها المركز الجهوي للاستثمار بني ملال-خنيفرة، بتأطير من السيد الوالي، في جعل الجهة منصة متكاملة للاستثمار المنتج، تراهن على تلاقح الرؤى، وتكامل الأسواق، وبناء ثقة متبادلة بين الفاعلين المؤسساتيين والخواص. إن ما تحقق في بولونيا لم يكن زيارة عابرة، بل محطة تأسيس لجسر اقتصادي إنساني، عنوانه الوضوح، وأدواته العمل، وأفقه قارة بكاملها في حاجة إلى تجارب جهوية صاعدة، تُراهن على الاندماج، وتحترم الخصوصيات، وتصنع الفارق.


في خضم هذه التحركات، بدا جلياً أن جهة بني ملال-خنيفرة لا تسافر فقط للترويج، بل تحمل على عاتقها مشروعاً تنموياً يحمل في طياته رؤية وطنية، ويُترجم فعلياً طموح المغرب في تموقع استراتيجي جديد، حيث لا حدود لطموح الجهات إلا بإرادتها، ولا سقف للمجالات إلا بثقتها في قدراتها، ووضوح بوصلتها. ومن بولونيا، يعود المركز الجهوي للاستثمار برصيد جديد من الثقة، ومن العلاقات، ومن الالتزامات، يعزّز الموقع الدولي للمغرب، ويكرّس حقيقة بسيطة: أن من يملك الرؤية… يملك المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق