تتجدد مشكلة ضعف استيعاب قنوات الصرف الصحي لمياه الأمطار في بني ملال مع كل هطول، حتى وإن كان خفيفًا أو لفترة وجيزة لا تتعدى العشر دقائق، مما يحول شوارع المدينة إلى برك مائية تعيق حركة السير وتشكل خطرًا على السكان. هذه الظاهرة، التي تتكرر باستمرار حتى في فصل الصيف، تستدعي وقفة جادة من قبل المصالح البلدية والمؤسسات المعنية لإعادة تقييم جاهزيتها لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
في مدينة بني ملال، يكشف مشهد الشوارع الغارقة بعد دقائق معدودة من هطول الأمطار عن ضعف مقلق في البنية التحتية للصرف الصحي. فما حدث مؤخرًا، حيث عجزت قنوات التصريف عن استيعاب مياه أمطار لم تتجاوز مدتها العشر دقائق، هو مؤشر واضح على أن المدينة غير مستعدة للتعامل مع التقلبات الجوية، حتى تلك التي تعد بسيطة.
هذا الوضع، الذي لا يقتصر على مواسم الأمطار التقليدية بل يمتد ليظهر في عز الصيف، يثير تساؤلات جدية حول فعالية خطط الصيانة والتحديث. فالبنية التحتية الحالية، سواء كانت قديمة أو غير مصممة لاستيعاب الكثافة المائية المتزايدة، لم تعد تفي بالغرض. ويضاف إلى ذلك، عوامل مثل التوسع العمراني السريع الذي يقلل من المساحات القابلة لامتصاص المياه، وتراكم النفايات الذي يسد القنوات، مما يفاقم من المشكلة.
لمواجهة هذه المعضلة، لا بد من تدخلات عاجلة وأخرى استراتيجية طويلة الأمد. يتوجب على المصالح البلدية والهيئات المرتبطة بها تبني خطة شاملة تبدأ بـصيانة دورية ومكثفة لشبكات الصرف وتنظيفها من أي عوائق. كما يجب التفكير بجدية في تطوير البنية التحتية القائمة، وربما إعادة تصميم أجزاء منها لزيادة قدرتها الاستيعابية بما يتناسب مع المتغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة.
إن الاستعداد لمثل هذه الظواهر ليس ترفًا، بل هو ضرورة قصوى لضمان سلامة وأمن المواطنين، وحماية ممتلكاتهم، والحفاظ على انسيابية الحياة اليومية في المدينة. فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، من الإدارة المحلية إلى المواطنين، للتعاون في بناء مدينة بني ملال أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التحديات البيئية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق