بلاغ
خريبكة – 14 يوليوز 2025
شهدت جهة بني ملال–خنيفرة، وبشكل خاص مدينة خريبكة، حدثًا نوعيًا في مجال الأمن المائي، مع وصول أول دفعة من مياه البحر المحلاة القادمة من محطة الجرف الأصفر، في خطوة تُعد من أبرز ملامح الانتقال نحو حلول مستدامة لتأمين الماء الشروب والصناعي في المناطق الداخلية للمملكة.
ويأتي هذا التطور في إطار مشروع استراتيجي ضخم أطلقه المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) بشراكة مع مؤسسات وطنية، يهدف إلى نقل المياه المحلاة من الساحل الأطلسي إلى المناطق المنجمية والمراكز الحضرية التي تواجه ضغطًا مائيًا متزايدًا، وعلى رأسها مدينة خريبكة.
ويمتد أنبوب الربط المائي من محطة التحلية بالجرف الأصفر على طول يفوق 200 كيلومتر، ويُعد من أكبر مشاريع نقل المياه في المغرب. ويُنتظر أن يساهم في تزويد المجمعات الصناعية والفلاحية، وأيضًا في دعم حاجيات السكان من الماء، خاصة في فترات الجفاف وندرة التساقطات.
وفي تصريح لمصدر مسؤول بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أوضح أن وصول أولى شحنات المياه المحلاة إلى خريبكة "يشكل إنجازًا تقنيًا وبيئيًا بالغ الأهمية، ويؤكد التزام المملكة بتبني حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المائية".
من جهتهم، استقبل سكان المدينة الخبر بارتياح كبير، خاصة بعد فصول متتالية من الانقطاعات المائية والتراجع الكبير في منسوب السدود والفرشات الجوفية. ويرى متتبعون أن هذا المشروع سيفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الاستقرار المائي، ودعم التنمية الاقتصادية في الجهة.
ويُنتظر أن تتواصل مراحل الربط لتشمل مدنًا ومراكز أخرى في الجهة خلال الأشهر القادمة، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تأمين الموارد المائية وتقليل التبعية للموارد التقليدية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق