الجالية المغربية بالخارج.. سفراء الوفاء وروافد التنمية
عبر القارات، وفي كل مدن العالم، ينبض قلب المغرب في صدور أبنائه بالخارج. في يومهم الوطني، يتجدد الاعتراف بوفائهم وإسهاماتهم التي جعلت منهم ركيزة من ركائز التنمية وسفراء لقيم الوطن أينما حلّوا.
منذ عقود، أثبتت الجالية المغربية بالخارج أنها أكثر من مجرد امتداد ديمغرافي. فهي قوة ناعمة تفتح للمغرب أبواب العالم، ورافعة اقتصادية وثقافية بفضل تحويلاتها المالية، واستثماراتها، وإسهاماتها في التعريف بالبلاد وتعزيز حضورها في المحافل الدولية.
ورغم هذا العطاء المتواصل، ما زالت بعض شرائح الجالية تواجه عراقيل إدارية أو صعوبات في الوصول إلى الخدمات، سواء أثناء زيارتهم للمغرب أو عبر القنوات الرقمية. لذلك، بات ضرورياً اعتماد مزيد من الليونة في التعامل، بما يراعي خصوصية ظروفهم ويعزز ارتباطهم الدائم بالوطن.
مسار التحول الرقمي الذي انخرط فيه المغرب خلال السنوات الأخيرة يمثل فرصة تاريخية لتقريب الإدارة من أبناء الوطن في الخارج، وتمكينهم من إنجاز معاملاتهم إلكترونياً، اختصاراً للوقت وتجاوزاً لعناء المسافات.
اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج يجب أن يكون محطة للإنصات الحقيقي لتطلعاتهم ومقترحاتهم، وتطوير السياسات العمومية الموجهة لهم. فالوطن ليس حدوداً جغرافية، بل علاقة وفاء متبادلة تتجدد جيلاً بعد جيل.
أبناء الجالية جزء أصيل من النسيج الوطني، يستحقون أن يجدوا في مؤسسات بلدهم نفس الدفء والترحيب الذي يملأ قلوبهم. ومن واجب الجميع مد جسور الثقة والمرونة، حتى تظل خيوط الانتماء قوية مهما ابتعدت المسافات.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق