المغرب يصنع التحول… و"مانساسو" شهادة اعتراف دولي

 





المغرب يصنع التحول… و"مانساسو" شهادة اعتراف دولي

نقاش حول "ما لا يمكن تطبيقه" إلى نقاش حول "ما يجب إنجازه"

 

بقلم: محمد المخطاري

 

منذ عقود، ظل نزاع الصحراء عالقاً في متاهة الاستفتاء، مسكوناً بخطابات الوهم والأحلام البعيدة عن الواقع. واليوم، يقف العالم أمام منعطف تاريخي: مشروع "مانساسو" الذي يطوي صفحة الماضي ويُشرّع أبواب المستقبل تحت سقف واحد، هو السيادة المغربية.

لم يأت هذا التحول من فراغ. لقد اشتغلت الدبلوماسية المغربية بذكاء وإصرار، متنقلة بين العواصم الكبرى، تضع على الطاولة حلاً واقعياً هو الحكم الذاتي، وتبرهن أن الاستفتاء ليس سوى وصفة للفوضى. ولعل الدعم العلني من قوى كبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا أكبر دليل على أن المغرب أقنع العالم بأن اختياره هو الضمانة الوحيدة للاستقرار.

إن مشروع "مانساسو" ليس مجرد تغيير في شكل البعثة الأممية، بل انتصار لبراغماتية المغرب في مواجهة جمود استمر عقوداً. ولأول مرة، يتحول الملف من نقاش حول "ما لا يمكن تطبيقه" إلى نقاش حول "ما يجب إنجازه". هذه نقلة نوعية، صنعها المغرب بفضل وضوح رؤيته، وصلابة حججه، وثباته على مبدأ الوحدة الترابية.

في أكتوبر المقبل، سيعرض المشروع على مجلس الأمن. إنها لحظة حاسمة، لا للمغرب وحده، بل للمنطقة بأسرها. فإما أن يفتح الباب أمام مستقبل من الاستقرار والتنمية، أو يبقى رهينة لمواقف عقيمة لم يعد أحد في العالم يأخذها على محمل الجد.

اليوم، المغرب لا يطلب المستحيل؛ إنه يقدم حلاً واقعياً، مدعوماً بتجربة رائدة في تنمية أقاليمه الجنوبية، وبإجماع دولي يتوسع يوماً بعد يوم. "مانساسو" هو أكثر من مشروع أممي؛ إنه شهادة اعتراف بأن رؤية المغرب انتصرت.

وإذا كان التاريخ يكتبه المنتصرون، فإن المغرب يكتب اليوم سطراً جديداً في تاريخه الحديث: سطراً عنوانه الحسم السياسي والانتصار الدبلوماسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق