دخلت كرة القدم مرحلة جديدة من تجارب التحكيم مع ظهور تقنية "FVS – مساعد الفيديو بالتحدي" في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، وهي نسخة مطوّرة من تقنية الفيديو المساعد (VAR)، لكنها تمنح المدربين فرصة أكبر للتأثير المباشر على القرارات.
فبدلًا من تدخل غرفة الفيديو بشكل تلقائي، يقوم مدربا الفريقين بتقديم "تحدٍ" يتيح مراجعة الحالات المثيرة للجدل، سواء تعلّقت بالأهداف أو ركلات الجزاء أو البطاقات الحمراء. وفي الخلفية، يراقب الحكم الرابع الإعادات ليقوم باستدعاء الحكم الرئيسي عند وجود أخطاء واضحة.
مباراة المغرب ضد إسبانيا كانت مسرحًا عمليًا لهذه التقنية، حيث استفاد "أشبال الأطلس" من التحديات في أكثر من لقطة حاسمة. المدرب المغربي اعترض على ركلة جزاء احتُسبت لإسبانيا، ليعود الحكم ويلغي القرار ويشهر البطاقة الصفراء ضد لاعب إسباني. وفي لقطة أخرى، طالب مدرب إسبانيا بركلة جزاء عبر التقنية الجديدة، لكن الحكم أكد صحة قراره بعد المراجعة. وفي الوقت الإضافي، ألغى الحكم هدفًا لإسبانيا بداعي التسلل بعد تدخل الحكم الرابع.
هذه التجربة أظهرت أن النظام الجديد لا يقتصر على تصحيح الأخطاء فحسب، بل يمنح المدربين ورقة ضغط تكتيكية قد تغيّر مجريات المباريات. وبينما خرج المغرب مستفيدًا من التقنية، فإن الجدل سيبقى مفتوحًا حول مدى جدوى تعميمها مستقبلًا، خاصة مع ما تحمله من ديناميكية جديدة في العلاقة بين الحكم والمدرب.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق