(ومع)
أثار الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم لأقل من 20 سنة في الشيلي، عقب فوزه على الأرجنتين (2-0)، إعجابا واسعا وإجماعا في أوساط الصحافة بأمريكا الجنوبية. فمن البرازيل إلى الشيلي، ومن كولومبيا إلى الأوروغواي، مرورا بالباراغواي والبيرو، نوهت الصحف بإنجاز "تاريخي" و"نموذجي"، هو ثمرة استراتيجية مدروسة ومنهجية واستشرافية.
ففي البرازيل، عبرت وسائل الإعلام المحلية عن تقديرها وإعجابها بهذا الإنجاز، حيث وصفت صحيفة "أو تيمبو" الفوز بأنه "انتصار يشرف بلدا بأكمله".
وسلطت الصحيفة الضوء على الدور الحاسم للسياسة الرياضية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن "صعود المغرب في عالم كرة القدم، الذي تجسد ليس فقط في تتويجه بكأس العالم تحت 20 سنة، بل أيضا في بلوغه نصف نهائي مونديال 2022، يحد تفسيره في الاستثمارات الضخمة التي ضختها البلاد في البنيات التحتية الرياضية، ومن أبرزها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم".
أما موقع "ge.globo" الرياضي التابع لمجموعة "غلوبو"، فأبرز أن "أشبال الأطلس" أحرزوا لقبهم العالمي الأول بعد أن "أخضعوا الأرجنتين ببرودة أعصاب وواقعية"، مشيرا إلى ثنائية ياسر الزابيري، "المهاجم الذي أنهى البطولة كأفضل هداف بسبعة أهداف"، وتتويج عثمان معمة كأفضل لاعب في البطولة.
من جانبها، اعتبرت قناة "CNN Brasil" أن "المغرب قدم درسا في النضج والسيطرة على مجريات اللعب"، مشيرة إلى الرسالة التي وجهها ليونيل ميسي لمنتخب بلاده بعد الهزيمة، حيث قال: "ارفعوا رؤوسكم يا شباب، لقد قدمتم بطولة رائعة".
أما صحيفة "Correio Braziliense"، فوصفت الحدث بأنه "فصل تاريخي لكرة القدم الإفريقية والعربية"، مذكرة بأن المغرب أصبح أول بلد عربي يتوج بكأس العالم تحت 20 سنة.
وسلطت الصحيفة الضوء على قوة المباراة وإتقان الأداء التكتيكي لفريق "صلب وناضج"، يقوده الزابيري الذي "دخل التاريخ"، مشيدة بـ"دفاع منيع وجماعية واثقة حتى صافرة النهاية".
وفي الباراغواي، عنونت صحيفة "ABC Color" "كأس العالم لأقل من 20 سنة في الشيلي: المغرب، إنجاز تاريخي".
وأبرزت الصحيفة أن "المغرب، بخلاف كل التوقعات، صنع التاريخ" بفوزه بأول لقب عالمي له، مشيرة إلى أنه أصبح "ثاني بلد إفريقي يرفع كأس العالم تحت 20 سنة بعد غانا سنة 2009".
كما أبرزت البعد الرمزي لهذا التتويج، لاسيما أن الأرجنتين "أكثر المنتخبات تتويجا في هذه الفئة"، لم تفز بالبطولة منذ سنة 2007، وهو ما يجعل "الإنجاز المغربي أكثر استثنائية".
وأضافت الصحيفة أن المغرب، باعتباره أحد البلدان المنظمة لمونديال 2030، "ما يزال تحت الأضواء منذ حلوله في المركز الرابع في مونديال قطر 2022".
وفي الشيلي، شددت صحيفة "El Mercurio" على منطق النجاح "المبني على عقود من العمل المتواصل"، متحدثة عن "الأكاديمية التي أطلقت الشرارة"، في إشارة إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم والمركب الرياضي محمد السادس بالرباط، اللذين اعتبرتهما "ركيزة نهضة الكرة المغربية".
وأوضحت الصحيفة أن هذا التتويج "يؤكد سلسلة من النجاحات، منها فوز المغرب بـ"بطولة إفريقيا لأقل من 23 عاما، في سنة 2023"، و"الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024"، و"الآن لقب كأس العالم لأقل من 20 سنة".
ووصفت "El Mercurio" التجربة المغربية بأنها "نموذج منظم يجمع بين التكوين والعلم والانضباط"، وهي العناصر التي أنتجت مواهب مثل الزابيري ومعمة، "الوجهين البارزين للبطولة".
وفي الـبيرو، اعتبرت صحيفة "Perú21" أن المغرب "سطر صفحة في تاريخ كرة القدم العالمية" بفضل فوزه الرمزي على الأرجنتين القوية، مبرزة الدور الحاسم لياسر الزابيري صاحب الثنائية، ومشيدة بـ"النهضة التي تشهدها كرة القدم المغربية"، والتي تعد نموذجا للتطور المستمر.
أما صحيفة "La República"، فوصفت المباراة بأنها "مليئة بالإثارة"، وسلطت الضوء على الثنائي الزابيري–معمة، "جوهرتين من جيل ذهبي جديد".
وفي كولومبيا، كتبت صحيفة "El Colombiano" أن المغرب "كتب صفحة من ذهب في تاريخ كرة القدم الإفريقية"، مؤكدة أن هذا الفوز "ليس من قبيل الصدفة، بل نتيجة مسار منسجم ومتواصل منذ سنوات".
أما صحيفة "El Tiempo"، فوصفت التتويج بأنه "انتصار تاريخي"، ونقلت تصريحات المدرب محمد وهبي الذي قال إن "لا أحد لا ي قهر".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفلسفة، مقرونة بالعمل المؤسساتي المنهجي، تفسر "ثبات كرة القدم المغربية وثقتها بنفسها".
وفي الأوروغواي، أبرزت صحيفة "El País" أن "أشبال الأطلس" هزموا أربعة أبطال عالم في نسخة واحدة: البرازيل، وإسبانيا، وفرنسا، والأرجنتين.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الفوز "يجسد عودة إفريقيا إلى القمة"، بعد 16 عاما من تتويج غانا.
وعلى امتداد القارة، أجمع الإعلام في أمريكا الجنوبية على نفس الرسالة: نجاح المغرب لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية واضحة ومستدامة، ترتكز على التكوين والتميز.
وأشادت الصحف بالمغرب باعتباره رمزا لكرة القدم الإفريقية الحديثة والمنهجية والملهمة، ونموذجا للتنمية الرياضية والمؤسساتية التي تثير الاحترام والإعجاب.
ع ص

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق