عقدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يوم السبت 01 نونبر 2025، دورتها الثالثة للمجلس الوطني الفيدرالي بقاعة الندوات بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، تحت شعار:
“مستمرون ومعبَّؤون في الدفاع عن المهنة والمهنيين”.
وجاء الاجتماع في سياق وطني تميز بالقرار الأممي الداعم للوحدة الترابية للمملكة، الذي وصفه المجلس بـ“الانتصار التاريخي”، مؤكداً أن الإعلام الوطني كان ركيزة أساسية في مواجهة حملات التضليل والدعاية الانفصالية.
وفي عرض رئيس النقابة، تمّ التوقف عند الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع بسبب استمرار هشاشة الأوضاع الاجتماعية والمادية للصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية، وتراجع العدالة الأجرية وتوقف الزيادات منذ سنوات، ما جعل المهنة “غير جاذبة للكفاءات”.
ودعا المجلس الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في مراجعة نظام الدعم العمومي للصحافة، وربط الاستفادة منه بتنفيذ الاتفاقية الجماعية المحدَّثة بين النقابة والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، معلنًا عن سلسلة من الوقفات الاحتجاجية أمام المقرات الحكومية المعنية دفاعًا عن الحقوق المهنية والمادية للعاملين بالقطاع.
كما نبّه البيان إلى “الإقصاء الممنهج” للنقابة من المشاورات الخاصة بمرسوم الدعم، محذرًا من استمرار التمييز بين المقاولات الإعلامية الكبرى والصغرى، وداعيًا إلى نظام دعم منصف يعزز التعدد والتنوع الإعلامي.
وفي الشق التنظيمي، عبّر المجلس عن رفضه لمشروع قانون 25.26 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، واعتبره “تراجعًا عن مبدأ التنظيم الذاتي” المنصوص عليه في دستور 2011، مشيدًا بالتحركات الترافعية للنقابة وتحالفها مع الهيئات الرافضة للمشروع.
كما وجّه المجلس انتقادات حادة للجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، مؤكدًا أن ولايتها القانونية انتهت، ومطالبًا بفتح حوار جاد وشفاف مع الحكومة لإعادة الثقة إلى القطاع.
وقرر المجلس تنظيم ندوة وطنية حول الإعلام العمومي لبحث آفاق إصلاح القطب العمومي، وأخرى حول “القضية الوطنية والأفق المغاربي الموحّد”، بالتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وعلى الصعيد الدولي، عبّر المجلس عن تضامنه مع الصحفيين الفلسطينيين ضحايا جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مجددًا التزام النقابة بدعم الجهود الدولية لتوثيق الانتهاكات ومتابعتها قضائيًا.
واختتم البيان بالتأكيد على أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تفتح مرحلة جديدة من النضال المهني والمؤسسي، دفاعًا عن كرامة الصحفيين واستقلالية المهنة وصون مكتسباتها الديمقراطية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق