عاش
متابعو ما يُعرف بـ“قناة البوليساريو” لحظات من الدهشة والذهول، بعد أن فوجئوا ببث
مباشر لخطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي وجّهه إلى الشعب المغربي عقب
اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2797 بخصوص قضية الصحراء المغربية.
الخطاب،
الذي شدّد فيه الملك على أن مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية تمثل
الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل، تكرّر بثّه على القناة الانفصالية مرات
عدّة، في مشهد أربك قيادة الجبهة وأحدث صدمة واسعة بين سكان المخيمات.
ووفق
مصادر محلية، فإن عملية الاختراق تمت من داخل مخيمات تندوف نفسها، ما اعتبره
مراقبون مؤشراً قوياً على تصاعد حالة الرفض الشعبي للخطاب الدعائي الذي تنشره
الجبهة، وعلى بروز تيار متزايد من الأصوات الصحراوية المؤمنة بمغربية الصحراء
ووحدة الوطن.
ردود
الفعل لم تتأخر؛ إذ عبّر عدد من الصحراويين عبر منصات التواصل الاجتماعي عن فرحتهم
بسماع صوت جلالة الملك على قناة ظلت لعقود منبراً للدعاية الانفصالية، معتبرين أن
ما جرى ليس مجرد حادث تقني، بل رسالة رمزية تعبّر عن تغيّر عميق في وعي سكان
المخيمات واتجاهاتهم.
في
المقابل، سادت حالة من الارتباك داخل صفوف قيادة “البوليساريو”، التي سارعت إلى
حذف التسجيلات وفتح تحقيق داخلي لمعرفة المسؤولين عن الواقعة، وسط مخاوف متزايدة
من اتساع رقعة السخط الشعبي بين المحتجزين الذين يرفضون استمرار سياسة العزلة
والتضييق.
ويرى
محللون أن ما حدث يُعد لحظة رمزية فارقة، تعبّر عن اختراق الخطاب المغربي لأسوار
التضليل التي شيدتها الجبهة على مدى سنوات، وأن صوت الوحدة الوطنية بدأ يجد طريقه
إلى عمق تندوف رغم محاولات الحجب والتعتيم.
ويؤكد
مراقبون أن هذا الحدث غير المسبوق يعكس حقيقة راسخة: أن الحق لا يُحجب مهما طال
الزمن، وأن أبناء الصحراء في تندوف بدأوا يستعيدون ثقتهم في المشروع الوطني
المغربي، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق