جهة بني ملال خنيفرة تفقد مقعداً مستحقاً بمجلس المستشارين بسبب ضعف منسق الأحرار الجهوي
جهة بني ملال خنيفرة تفقد مقعداً مستحقاً بمجلس المستشارين بسبب ضعف منسق الأحرار الجهوي
جهة
بني ملال خنيفرة، التي وجدت نفسها، مرة أخرى، في موقع
"الناخب
بلا مقابل".
بني ملال : بقلم محمد المخطاري
في مشهد انتخابي
يحمل دلالات سياسية وتنظيمية عميقة، تمكن مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، الطاهر
الفيلالي، المنتمي لجهة الرباط سلا القنيطرة، من الظفر بمقعد في مجلس المستشارين
عن هيئة ممثلي الغرف الفلاحية، خلال الانتخابات الجزئية التي جرت في فاتح يوليوز
الجاري، والتي شملت جهات بني ملال خنيفرة، الدار البيضاء سطات، والرباط سلا
القنيطرة.
ورغم أن الحزب
ظفر بالمقعد، إلا أن هذا الفوز كشف في المقابل عن خسارة سياسية ومعنوية لجهة بني
ملال خنيفرة، التي كانت، بالأرقام والمعطيات، الأكثر استحقاقاً للتمثيلية داخل
الغرفة الثانية، بعدما قدمت العدد الأكبر من الأصوات (53 صوتاً من أصل 141) التي
حسمت النتيجة لصالح الفيلالي.
أكبر داعم.. وأقل
مستفيد
المتتبع لتفاصيل
العملية الانتخابية يلاحظ أن جهة بني ملال خنيفرة شكّلت الدعامة الأساسية في فوز
مرشح "الأحرار"، متقدمة على جهة الدار البيضاء-سطات (45 صوتاً)، وجهة
الرباط سلا القنيطرة (43 صوتاً). ورغم هذا الدعم، لم يُرشّح الحزب أي اسم من أبناء
الجهة، مفضلاً تقديم مرشح من الرباط، ما يطرح علامات استفهام جدية حول آليات توزيع
الترشيحات داخل الحزب ومدى احترامها لمبدأ الإنصاف الجهوي.
المنسق الجهوي
في قفص الاتهام
يرى مراقبون أن
هذه النتيجة تُسائل مباشرة المنسق الجهوي لحزب الأحرار بجهة بني ملال خنيفرة، الذي
لم يُفلح في ضمان ترشيح أحد أبناء الجهة رغم الحضور القوي لممثليها في الغرف
المهنية.
ويزداد هذا
الضعف وضوحاً عند النظر إلى الحصيلة التنظيمية للمنسق الجهوي، الذي خسر الحزب في
عهده رئاسة جماعتين ترابيتين داخل إقليم بني ملال:
جماعة القصيبة،
إحدى أبرز البلديات بالجهة، التي كانت نموذجاً ناجحاً لاستثمار الحزب في الكفاءات،
حيث لعب مناضلو الحزب دوراً محورياً في تغيير الموازبن داخل المجلس، قبل أن تضيع
الرئاسة بسبب غياب رؤية سياسية واضحة من المنسق الجهوي، ما أدى إلى فقدان الحزب
لعاصمة "أيت ويرة".
جماعة سمكت،
التي خسرها الحزب بطريقة غريبة، رغم توفر حظوظ قوية للمرشحة التي كانت مرشحة
للرئاسة، خصوصاً أنها كانت أصغر سناً وأكثر قبولاً من منافسها. لكن تخلفها عن حضور
جلسة الانتخاب، فوّت على الحزب فرصة الظفر برئاسة الجماعة، في مشهد يعكس هشاشة
التنسيق والغياب الصارخ للانضباط التنظيمي.
رسائل إلى
القيادة الحزبية
ما جرى لا يمكن قراءته كحدث انتخابي عابر، بل هو تنبيه سياسي صريح للقيادة الوطنية لحزب الأحرار، بضرورة إعادة تقييم الأداء الجهوي، وتحديد مكامن القصور داخل التنظيم، خاصة في الجهات التي تمنح الحزب دعماً قوياً دون أن تحظى بتمثيلية عادلة.
وفي هذا السياق،
يُنتظر من مناضلي الحزب وممثليه بجهة بني ملال خنيفرة أن يطالبوا علناً بمحاسبة
المنسق الجهوي، وبإصلاح آليات اختيار المرشحين، بما يضمن عدالة جهوية وتوازنًا في
التمثيلية.






.jpeg)


