تغيير لون مدينة بني ملال يثير جدلاً فنياً وهوياتياً: دعوات إلى التريث ومراعاة البعد البصري

 




تغيير لون مدينة بني ملال يثير جدلاً فنياً وهوياتياً: دعوات إلى التريث ومراعاة البعد البصري

بني ملال – أطلس 24

أثارت دعوة نشرت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي لعقد اجتماع رسمي للجنة محلية بتاريخ 24 أبريل 2025 بمقر جماعة بني ملال، من أجل البت في قرار تغيير اللون العام للمدينة، جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والفنية. الدعوة، التي تقترح العودة إلى اللون "الباج" باعتباره خياراً سلفاً، دفعت بجمعية "منبع للفنون التشكيلية" إلى رفع صوتها من أجل التريث وإعادة النظر في هذا القرار الذي قد تكون له تداعيات كبيرة على هوية المدينة البصرية والتاريخية.

وفي بيان توصلت به الجريدة، عبّرت الجمعية عن قلقها من اعتماد قرار مماثل دون إشراك المعنيين بالمجال البصري والفني، خصوصاً وأن تغيير لون مدينة بأكملها ليس مجرد مسألة تقنية، بل هو اختيار يمس العمق الرمزي والجمالي للمكان، ويتطلب دراسات معمقة، واستشارات موسعة، ونماذج أولية تتيح تصور المشهد الحضري في حلته الجديدة.

اللون ليس مجرد طلاء... بل هو هوية

ترى الجمعية أن اللون "الأبيض الصافي" يبقى خياراً أكثر حيادية وأصالة، كونه يرتبط بالذاكرة البصرية لبني ملال، وسهولة دمجه مع ألوان أخرى مكملة للشرفات والنوافذ. كما اقترحت اعتماد اللون "الفيروزي" كلون مكمّل، لما يحمله من رمزية الماء والخضرة، وهما عنصران يرتبطان عضوياً بروح المدينة وطبيعتها.

وتضيف الجمعية أن اختيار اللون يجب ألا يُترك للصدفة أو للذوق الفردي، بل ينبغي أن يخضع لتحديد تقني دقيق، من خلال اعتماد كود لوني يحمل اسم "بني ملال"، يضمن توحيد درجة اللون عند تنفيذه، تفادياً لأي تباين بصري قد يفسد جمالية المشهد العام.

دعوة إلى إشراك الفاعلين والمهنيين

ومن بين النقاط التي شددت عليها الجمعية، ضرورة إشراك المجتمع المدني، خاصة الجمعيات المهتمة بالثقافة البصرية، إلى جانب فنانين تشكيليين ومهندسين منظّرين، من أجل بناء رؤية جماعية متكاملة، تكون نتيجة توافق لا قراراً مفروضاً. كما طالبت بوضع تصور رقمي ثلاثي الأبعاد (3D) للمشروع، يبرز الشكل العام للمدينة بالألوان المقترحة قبل الشروع في التنفيذ الفعلي.

بين الجمالية والتخطيط: مشروع يحتاج إلى رؤية

قرار كهذا، وإن كان يبدو بسيطاً في ظاهره، يحمل في عمقه أبعاداً تتجاوز الجماليات، إلى التخطيط الحضري، والتسويق الترابي، والصورة الذهنية التي تحملها المدينة لدى ساكنتها وزوارها. من هنا، تأتي أهمية التريث وعدم حصر النقاش في زاوية ضيقة.

ملتمس بحب وغيرة على المدينة

تختم جمعية منبع للفنون التشكيلية بيانها بالتشديد على أن ملتمسها هذا نابع من حب صادق لبني ملال، وغيرة على مظهرها البصري وعمقها الحضاري، مؤكدة أن كل مقترحاتها لا تهدف إلى العرقلة، بل إلى الإسهام في إنجاح مشروع جمالي يحمل اسم المدينة بكل فخر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق