"بني ملال أكبر منك".. هكذا ردّت الصفحات المحلية على إساءة "جريندو"
أصوات محلية: "الوعي ماشي ضعف"
أثار مقطع فيديو نشره صانع محتوى يُدعى "جريندو"، عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجّه كلاماً قاسياً في حق ساكنة بني ملال، مدعياً أن المدينة "ما فيهاش الرجال"، بسبب عدم حضور المواطنين لوقفة احتجاجية سبق الإعلان عنها.
الوقفة كان من المنتظر تنظيمها وسط المدينة، قبل أن يبلغ باشا بني ملال المنظمين بقرار المنع، ما جعل الدعوة تفقد مشروعيتها القانونية. عدد من أبناء المنطقة اختاروا احترام القرار تجنباً لأي احتكاك مع السلطات، معتبرين أن اللجوء إلى الاحتجاج يجب أن يتم في إطار القانون.
لكن "جريندو" تجاهل هذه المعطيات، وفضّل أن يحمّل الساكنة المسؤولية، وهو ما اعتُبر من طرف الملاليين إساءة مباشرة لكرامتهم.
الصفحات المحلية لم تتأخر في الرد، حيث امتلأت منصات التواصل بعبارات الاستنكار والتنديد. إحدى الصفحات كتبت:
"بني ملال بزاف عليك.. وفيها الرجال والحرائر لي كيعرفو مواقفهم. الناس ماحضروش الوقفة حيت كان المنع، وماشي خوف ولا ضعف".
صفحة أخرى شددت على أن:
"الرجولة ماشي أنك تسب مدينة كاملة من برا.. الرجولة هي توقف وسط الناس وتواجه".
محمد.ع، ناشط جمعوي محلي، صرح أن ما وقع "دليل على أن الساكنة واعية بالقانون، ولا يمكن أن تنساق وراء دعوات قد تؤدي إلى الفوضى". وأضاف: "من السهل أن تتكلم من الخارج وتصدر أحكاماً، لكن الصعب هو أن تكون وسط الميدان وتتحمل العواقب".
أما فاطمة.م، ناشطة حقوقية، فأكدت أن "الطعن في رجولة مدينة بأكملها هو تهجم غير مقبول، ويخفي محاولة لتشويه صورة المنطقة"، مضيفة أن "بني ملال معروفة بتاريخها ورجالاتها، ولا تنتظر شهادة من مؤثر يبحث عن الإثارة".
موجة الردود كشفت عن الحس العالي بالانتماء لدى ساكنة بني ملال، الذين دافعوا عن مدينتهم معتبرين أن "الكرامة خط أحمر". كما أعادت النقاش حول ظاهرة بعض صناع المحتوى الذين يلجؤون إلى "الخطاب الاستفزازي" بحثاً عن التفاعل، ولو على حساب الإساءة لمدن أو جماعات بأكملها.
تبقى بني ملال، بحسب تعبير نشطاء محليين، "مدينة الرجال والحرائر، وأبناءها قادرين يدافعو على حقوقهم بوعي ومسؤولية، بعيداً عن المزايدات ومنطق السب والشتم".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق