في موسكو.. مذكرة تفاهم تُحدث لجنة عمل مغربية–روسية لتعميق الشراكة




أعلنت وزارتا الخارجية في المغرب وروسيا عن إحداث لجنة عمل مشتركة بينهما، عقب توقيع مذكرة تفاهم بالعاصمة موسكو بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في خطوة تروم تعميق العلاقات الثنائية واستشراف آفاق تعاون عملي ذي قيمة مضافة بين البلدين.​

وتنص المذكرة على إرساء لجنة عمل تُعنى بجرد حصيلة الشراكة القائمة، وصياغة مقترحات لمحاور تعاون جديدة، مع ضمان متابعة مشتركة للاتفاقيات المبرمة، وإرساء حوار سياسي منتظم بين الرباط وموسكو بما يمنح الشراكة طابعاً تنفيذياً قابلاً للقياس ويُسرّع تنزيل المشاريع.​

ويأتي التوقيع في سياق دينامية متصاعدة للعلاقات المغربية–الروسية ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي تأكدت عبر تواصل رفيع المستوى بين قائدي البلدين ومأسسة قنوات الحوار، حيث أشاد الطرفان بمستوى التنسيق السياسي وبالآفاق التي تتيحها الإمكانات الاقتصادية والقطاعية المشتركة.​

وبحسب ما أُعلن عقب المباحثات، يرتكز التعاون المنتظر على مجالات الاقتصاد والطاقة والفلاحة والأمن، مع توسيع التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ملفات شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط، وتعزيز التنسيق داخل المنصات متعددة الأطراف وفي إطار منظومة الأمم المتحدة.​

وتتزامن هذه الخطوة مع برنامج عمل مكثف؛ إذ يرتقب أن يترأس ناصر بوريطة إلى جانب نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف أشغال الدورة الثامنة للجنة الحكومية المشتركة للتعاون، لمناقشة ملفات الاستثمار والتبادل التجاري والطاقة والصيد والبحث العلمي والتكوين، وسط توقعات بإحراز تقدم عملي في عدة مسارات قطاعية.​

وخلال اللقاءات، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الشراكة تستند إلى تفاهمات راسخة بين قيادتي البلدين، مجدداً استعداد موسكو للمساهمة في تسوية قضايا المنطقة بالتنسيق مع الشركاء، ومع إبراز أهمية استمرار المشاورات الثنائية وتكثيفها في المرحلة المقبلة لبلورة نتائج ملموسة اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وتقنياً.​

ويُنتظر أن تمنح لجنة العمل الجديدة زخماً مؤسسياً لمتابعة التنفيذ وتقييم الأثر وإطلاق مبادرات مشتركة عالية القيمة، بما يواكب طموح الجانبين للارتقاء بالشراكة إلى مستويات أعلى ويستجيب لأولويات التنمية والاستثمار والتعاون متعدد الأطراف بين الرباط وموسكو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق