مجموعة أنسام… إقصاء بطعم الشموخ
*بقلم: محمد خلاف
تظل مجموعة "أنسام" واحدة من أبرز الفرق الغنائية بمدينة الفقيه بن صالح، وأحد الأسماء التي رسخت حضورها في المشهد الفني المغربي منذ تأسيسها سنة 2005. ولدت الفرقة من رحم حب الكلمة الهادفة والإيقاع الملتزم، وسعت منذ بداياتها إلى تقديم فن راقٍ يمزج بين الأصالة والتجديد، منفتح على قضايا المجتمع وهمومه.
بأغانيها التي تنبض بروح النضال والوعي، وبحضورها في التظاهرات والمهرجانات داخل وخارج المغرب، استطاعت "أنسام" أن تحفر اسمها في ذاكرة الجمهور. شاركت في ملتقيات وطنية ودولية، وجابت مسارح تونس، وأصدرت ألبومات تركت بصمتها مثل "رسالة"، "كفانا"، "راس الغول" و"شعلت نيران"، وهي اليوم على أبواب إصدار جديد بعنوان "ذكريات".
غير أن هذا المسار المشرق لم يشفع لها أمام ما تصفه أوساط فنية بـ"الإقصاء الغامض" من **ملتقى المهاجر**، وللمرة الثالثة تواليًا. الإقصاء الذي لم يرافقه أي توضيح رسمي أو سبب معلن، يثير أسئلة مشروعة: كيف يُقصى فنانون من بينهم مهاجرون من حدث يُفترض أنه يحتفي بالجالية؟ هل هي حسابات ضيقة؟ غيرة فنية؟ أم أن الأمر ببساطة يدخل في إطار المثل الشعبي "مطرب الحي لا يطرب"؟
الأدهى أن هذا الغياب لا يمس فقط بحق المجموعة في المشاركة، بل يحرم الجمهور من تجربة فنية أصيلة تعكس هوية المنطقة وتاريخها النضالي. فإذا كان الملتقى يُرفع تحت شعار الاحتفاء بالمبدعين وربط الجسور بين الوطن وأبنائه بالخارج، فإن تغييب أسماء مثل "أنسام" يقوض هذه الأهداف، ويفتح الباب أمام جدل حول شفافية المعايير وموضوعية الاختيارات.
رغم ذلك، تواصل المجموعة مسيرتها بثبات، مؤمنة أن الفن الملتزم لا يُقاس بدعوة أو إقصاء، بل بمدى قدرته على ملامسة قلوب الناس والتعبير عن آمالهم وآلامهم. وبقدر ما يحمل الإقصاء طعم المرارة، فإنه يزيدها شموخًا وإصرارًا على المضي في طريق الكلمة الحرة والنغمة الهادفة.
ويبقى السؤال معلقًا: هل ستستمر سياسة الصمت والتهميش، أم أن الجهات المعنية ستراجع حساباتها وتضع المصلحة الفنية والثقافية فوق كل اعتبار؟







