بني ملال.. حينما تتحول المقاهي إلى ملاذ للطلبة


 أطلس 24: و م ع 

خلال شهر رمضان المبارك الذي يشارف على الرحيل، ومع اقتراب امتحانات نهاية السنة ، تحولت مقاهي بني ملال إلى فضاءات بديلة عن المكتبات والمنازل في استقطاب جموع الطلبة الراغبين في الإعداد لامتحاناتهم السنوية.

فمنذ الساعات الأولى من اليوم، يرتاد مقاهي وصالونات الشاي ببني ملال خلال شهر التقوى والصيام، زبائن جدد يأملون في الاستمتاع بلحظة من الهدوء وتذوق متعة القراءة، والاستغراق في كتاب جديد.

بالداخل كما على الواجهات، تبدو المقاهي أكثر حركية مع التزام صارم بالإجراءات الوقائية والصحية، حيث تتردد جموع واسعة من الطلبة الذين يجدونها المكان المثالي لمراجعة دروسهم، بشكل فردي أو جماعي ، وإجراء البحوث ، والاستعداد لامتحاناتهم.

لقد أصبحت هذه المقاهي أماكن جاذبة للطلبة الذين لا يرغبون في التحضير لامتحاناتهم في المنزل أو بالمكتبات لسبب أو لآخر. إنها تشكل في الواقع بديلا جيدا لغرف المراجعة التقليدية، لأنها توفر مساحات وفضاءات هادئة وفسيحة ومتجددة ، وقبل كل شيء لأنها تتوفر على خدمة الإنترنت، وسيلة العمل هذه التي أصبحت ضرورية اليوم لأي طالب.

فبسبب الحظر الليلي جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، قررت العديد من المقاهي بالمدينة ، خصوصا تلك المجاورة للكليات والمدارس الكبرى ، بشكل مجاني أو مقابل مبالغ رمزية، فتح أبوابها منذ الساعة 10 صباحا في وجه الطلبة الراغبين في الإعداد للامتحانات التي اقتربت مواعيدها.

وتبقى أسباب ارتياد الطلبة والباحثين للمقاهي بشكل متزايد في هذه الفترة من السنة متعددة: فبينما يفضلها البعض من أجل العمل في جو مريح بعيدا عن الضغط الذي يمارسه الآباء عموما على أطفالهم خلال فترة الامتحان ، يقوم البعض الآخر باختيارها مكانا للقاء الأصدقاء والدراسة في بيئة ممتعة وحميمية.

ففي حي أولاد حمدان، على سبيل المثال، يلتقي العديد من الطلبة كل يوم في عشرات المقاهي المطلة على الشوارع غير المزدحمة من أجل مراجعة دروسهم معا، في ظروف ملائمة تساعد على التركيز وتقاسم التجارب والمعلومات.

في هذا السياق، قال الشاب نادر ، وهو طالب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال وأحد هواة التحضير للامتحانات بالمقاهي وقاعات الشاي، في تصريح لقناة (إم 24 ) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء “هذه الأماكن توفر بيئة وأجواء مواتية للعمل الجماعي”.

في نفس الاتجاه، أبرز حسن ، وهو طالب في مجال الصحافة، أن المقاهي تعرف إقبالا متزايدا من قبل الطلبة في هذه الفترة التي تشهد موجة حر وارتفاع وتيرة الإعداد للامتحانات، على اعتبار أنها “مجهزة بكافة وسائل الراحة ، والتجهيزات الملائمة من صالونات عصرية وأرائك وثيرة وكراسي مريحة تلبي الحاجة إلى الاسترخاء ومكيفات هوائية ، إضافة إلى خدمة الويفي بشكل مجاني.

من جانبه، قال ياسين ، وهو طالب في مجال التدبير، إن هذا هو المكان المناسب للطلبة الراغبين في العمل في جو جيد وفي بيئة ممتعة ، مشيرا إلى أن الطلبة يرتادون المقاهي بكثرة خلال فترة الامتحانات وأنه ” من الأفضل دائما الذهاب إليها مبكرا للعثور على أماكن شاغرة..”.

وهكذا، أصبحت مراجعة الدروس والإعداد للامتحانات بالمقاهي أكثر شيوعا، والاتجاه السائد اليوم بين الطلبة الباحثين عن إطار وبيئة مناسبة وهادئة بما يكفي للدراسة والاستعداد للامتحانات في جو من المثابرة والمنافسة والتحفيز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق