لامي يجدد أمام البرلمان البريطاني دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي

   

ص-كرباز 

جدد وزير الشؤون الخارجية البريطاني  ديفيد لامي، أمس الثلاثاء أمام برلمان بلاده، تأكيد دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي، باعتباره “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” لتسوية النزاع حول قضية الصحراء.  

وشدد لامي في تصريح أمام مجلس العموم، الغرفة السفلى لبرلمان ويستمنستر، على الأهمية الكبيرة التي توليها المملكة المتحدة لتعزيز علاقات التعاون مع المغرب، مبرزا أن المملكة المتحدة والمغرب “شريكان تربطهما علاقة طويلة الأمد، ويتعاونان في عدد من الأولويات المشتركة”.


بوريطة يستقبل وزير الشؤون الخارجية الغامبي حاملا رسالة خطية من رئيس غامبيا إلى جلالة الملك

  


استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج  السيد ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين بالخارج بجمهورية غامبيا، السيد مامادو تانغارا، حاملا رسالة خطية إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الرئيس الغامبي السيد أداما بارو.  

وأكد السيد تانغارا في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، على أهمية المشاورات المنتظمة بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في إطار منظمة التعاون الإسلامي، التي تتولى غامبيا رئاستها الدورية.

 


برقية تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى أفراد أسرة المرحوم عبد الحق المريني

  


بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي.  

وجاء في برقية جلالة الملك “تلقينا بعميق الأسى والأسف نعي المشمول بعفو الله ورضاه، خديمنا الأرضى الأستاذ عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، والناطق الرسمي باسم قصرنا الملكي العامر، أحسن الله قبوله إلى جواره، في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، مشمولا بالمغفرة والرضوان”.

 


توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء

 


  تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، بالنسبة لليوم الأربعاء، أن تتميز الحالة الجوية عامة بطقس حار نسبيا بكل من الجنوب الشرقي للبلاد وجنوب الأقاليم الصحراوية.

 ويرتقب نزول قطرات مطرية متفرقة مرفوقة برعد متفرق فوق الأطلس المتوسط، شمال كل من الأطلس الكبير والسفوح الجنوبية الشرقية إضافة إلى الهضاب العليا الشرقية، فضلا عن تشكل كتل ضبابية محلية فوق سهول المحيط الأطلسي الشمالية والوسطى خلال الصباح والليل.

   كما سيُلاحظ تطاير الغبار محليا بكل من جنوب المنطقة الشرقية، الجنوب الشرقي وبالأقاليم الجنوبية.

   ومن المرتقب تسجيل هبات رياح معتدلة إلى قوية نوعا ما بكل من جنوب المنطقة الشرقية، السفوح الجنوبية الشرقية، السهول الوسطى للمحيط الأطلسي، مناطق الأطلس الصغير وكذا الأقاليم الجنوبية.

    وستتراوح درجات الحرارة الدنيا ما بين 09 و15 درجة بمرتفعات الأطلس، هضاب الفوسفاط، والماس والريف، وما بين 20 و26 درجة بأقصى كل من الجنوب الشرقي وجنوب البلاد، فيما ستتأرجح ما بين 13 و19 درجة بباقي الأرجاء.

   وستشهد درجات الحرارة خلال النهار ارتفاعا طفيفا بالمناطق الشمالية.

   وسيكون البحر قليل الهيجان إلى هائج بكل من المنطقة المتوسطية والبوغاز، وهائجا ما بين أصيلة وطرفاية، وهائجا محليا إلى شديد الهيجان في المساء ما بين كاب سيم وسيدي إفني، وقليل الهيجان بباقي السواحل.

 


الأغلبية الحكومية تبرز إنجازاتها وتؤكد مواصلة الإصلاحات في ظل التوجيهات الملكية






عقدت رئاسة الأغلبية الحكومية اجتماعها الدوري بالرباط يوم الإثنين 2 يونيو 2025، بحضور قيادات الأحزاب المكونة لها، حيث ناقشت جملة من القضايا الوطنية والدولية، وأكدت على مواصلة تنزيل برنامج الإصلاحات في إطار التوجيهات الملكية السامية.




في الجانب الدبلوماسي، أولى البيان الصادر عن الاجتماع أهمية بالغة للمكاسب التي حققتها المملكة في قضية الصحراء المغربية، معتبراً الموقف البريطاني الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي خطوة تاريخية تعزز المصداقية الدولية للمقترح المغربي. كما أشاد البيان بالدور المحوري الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس في تعزيز مكانة المغرب الإقليمية والدولية.

على الصعيد العربي، أعادت الأغلبية التأكيد على ثوابت الموقف المغربي تجاه القضية الفلسطينية، مع إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، في إطار حل الدولتين.

محلياً، سلط البيان الضوء على الإنجازات المحققة في إطار "الدولة الاجتماعية"، لاسيما في مجالات التغطية الصحية، والدعم الاجتماعي، والإصلاحات التعليمية والصحية. كما أبرز المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، حيث سجل الاقتصاد الوطني نمواً بنسبة 4.2%، مع إحداث أزيد من 282 ألف منصب شغل، ما يعكس -حسب البيان- نجاعة السياسات الحكومية في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وفي سياق متصل، أشادت الأغلبية بالاستجابة السريعة للتوجيهات الملكية في القطاع الفلاحي، عبر إطلاق برنامج دعم مربي الماشية، كما أكدت عزمها مواصلة العمل على الأوراش الكبرى المتعلقة بالأمن المائي والانتقال الطاقي.

يبرز هذا البيان حرص الأغلبية الحكومية على تسليط الضوء على حصيلة عملها، مع التأكيد على مواصلة تنزيل الإصلاحات في ظل التوجيهات الملكية، في وقت تشهد فيه الساحة الوطنية والدولية تحولات كبرى تفرض مواكبة مستمرة وتعبئة شاملة.

رئيس مجلس النواب والوفد البرلماني البريطاني يشيد بمقترح الحكم الذاتي و يؤكد على تعزيز العلاقات البرلمانية والتنسيق المستمر.

 



أجرى رئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي، يوم الإثنين 02 يونيو 2025 بمقر المجلس في الرباط، مباحثات مع وفد برلماني عن مجلسي العموم واللوردات يمثل المجموعة البريطانية لدى الاتحاد البرلماني الدولي برئاسة السيد Fabian Hamilton، حيث يقوم الوفد بزيارة عمل للمملكة المغربية خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 5 من الشهر الجاري تتخللها لقاءات وزيارات ميدانية للاطلاع على الأوراش الكبرى المؤسسة والتنموية التي انخرطت فيها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وشكلت المباحثات مناسبة للإشادة بالعلاقات التاريخية بين المملكتين وبالأوراش الكبرى التي انخرط فيها المغرب، ومبادرات جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على مختلف الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، الرامية لتحقيق التنمية ورفاهية الشعوب وتعزيز التضامن الدولي، لإقرار السلم والأمن في مختلف أبعادهما.

  كما كان اللقاء مناسبة للتعبير عن الشكر والتقدير المملكة المتحدة على موقفها بشأن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 باعتباره الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية لحل دائم للنزاع وتعزيز الاستقرار في شمال أفريقيا.

 كما تم تبادل وجهات النظر بين رئيس مجلس النواب وأعضاء المجموعة البريطانية بالا تحاد البرلماني الدولي حول التجربة البرلمانية بالبلدين وأوجه التقارب بينها والاختلاف والعلاقات التي تربط المؤسسة التشريعية بباقي السلط والمؤسسات بالإضافة إلى العلاقات الخارجية، حيث تم التأكيد على أهمية الديبلوماسية البرلمانية الثنائية ومتعددة الأطراف في تعزيز دينامية العلاقات الاستراتيجية بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة.

حضر هذا اللقاء عن المجموعة البريطانية بالاتحاد البرلماني الدولي، بالإضافة إلى رئيس الوفد السيد FABIAN HAMILTON، كلا من أعضاء مجلس العموم البريطاني: السيد CHARLIE DEWHIRST، والسيدة RUPA HUQ، والسيد إقبال محمد IQBAL MOHAMMED ، وعن مجلس اللوردات كلا من السيدتين  BARONESS BROWN  و BARONESS PRASHAR، بالإضافة إلى مسؤولين وأطر إدارية من الجانبين.

وزارة التربية الوطنية: اجتياز الدورة العادية للامتحان الوطني للبكالوريا تم في ظروف إيجابية ومواتية

 


أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم الاثنين، أن اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا، دورة ماي 2025، التي جرت في الفترة الممتدة من 29 إلى 31 ماي الماضي، قد مرت في أجواء إيجابية وجيدة.

وأبرزت الوزارة في بلاغ لها أن هذه الأجواء الإيجابية تعود بالأساس إلى الانخراط الجدي والمسؤول لجميع الفاعلين والمتدخلين في تنفيذ الإجراءات التنظيمية والإدارية والتربوية واللوجستية المعتمدة، ما ساهم بشكل فعال في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام.

وأشار البلاغ إلى أن عدد الحاضرين في اختبارات هذه الدورة بلغ 443 ألفاً و769 مترشحاً، بنسبة حضور بلغت 96.9% لدى المترشحين الممدرسين، و63.6% لدى المترشحين الأحرار، معتبراً أن هذه النسب تعكس إقبالاً كبيراً على اجتياز الامتحانات مقارنة بالدورات السابقة في الصنفين.

وأضاف البلاغ أن الإجراءات الرامية إلى مكافحة الغش تم تفعيلها بشكل صارم خلال إجراء الامتحانات، حيث تم ضبط 2769 حالة غش، مسجلة بذلك تراجعاً بنسبة 12% مقارنة بدورة 2024. وقد تم تحرير محاضر الغش المتعلقة بهذه الحالات، والتي ستُعرض على اللجن الجهوية المختصة لاتخاذ العقوبات التأديبية وفق القانون 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات المدرسية.

وذكرت الوزارة أن عملية تصحيح أوراق المترشحات والمترشحين انطلقت في جميع مراكز التصحيح، التي بلغت حوالي 310 مركزاً، بمشاركة نحو 43 ألف أستاذة وأستاذ مصحح. من المقرر أن تُجرى المداولات يوم 13 يونيو الجاري، مع الإعلان عن النتائج يوم 14 يونيو المقبل.

وثمنت الوزارة جهود نساء ورجال التعليم وجميع الأطر الإدارية الذين سهروا على تنظيم هذا الاستحقاق الوطني في ظروف جيدة، موجهة الشكر لشركاء المنظومة التربوية بالمغرب، وللجهات القضائية والأمنية والمحلية التي لعبت دوراً فعالاً في تأمين الامتحانات، إضافة إلى وسائل الإعلام التي واكبت هذه المحطة باهتمام كبير.

كما أشادت الوزارة بالدعم القوي الذي قدمه الآباء والأمهات وأولياء الأمور خلال هذه المرحلة الحاسمة في المسار التعليمي لأبنائهم، متمنية للجميع التوفيق والنجاح، وداعية إلى مواصلة العمل بنفس الروح من التعبئة لضمان نجاح المراحل المقبلة من هذا الاستحقاق التربوي الهام.

جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى المشاركين في دورة سنة 2025 لـ“ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”

 


وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة سامية إلى المشاركين في دورة سنة 2025 ل “ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة” الذي افتتحت أشغاله اليوم الأحد بمدينة مراكش.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية التي تلاها مستشار صاحب الجلالة السيد أندري ازولاي.


الحمد لله، والصلاة والسلام على مـولانا رسول الله وآله وصحبه.

السيد محمد إبراهيم، رئيس المؤسسة،

حضرات السيدات والسادة،

يطيب لنا أن نتوجه إليكم بهذه الرسالة، بمناسبة دورة 2025 لـ“ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، الذي يلتئم هذه السنة في مراكش تحت رعايتنا السامية، بمشاركة ثلة من الشخصيات المرموقة التي تنتمي إلى مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني، من أجل مناقشة موضوع في غاية الأهمية، ألا وهو تمويل التنمية في إفريقيا.

إن هذا الملتقى، ليشكل فرصة متميزة لتعميق النقاش حول إشكالية لا تزال تحتفظ براهنيتها، بما يمكن من العمل، بشكل جماعي، من أجل رسم معالم مستقبل قارة إفريقية صاعدة، يرقى إلى مستوى التطلعات المشروعة لشعوبنا.

ولا يفوتنا، بهذه المناسبة، أن نشيد بالجهود الدؤوبة للسيد محمد إبراهيم ومؤسسته، التي تسهم إسهاما بارزا في إثراء النقاش حول تنمية إفريقيا، والتفكير في حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الكبرى، الحاضرة والمستقبلية.
حضرات السيدات والسادة،

تعاني قارتنا من التداعيات الناجمة عن الأزمات الدولية متعددة الأبعاد، التي ما فتئت تعمق التفاوتات والفوارق بين الدول والمناطق. فهذا الوضع يحد من فعالية الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق عام 2030، ويؤثر سلبا على تحقيق رؤيتنا لإفريقيا الغنية والمزدهرة التي نتطلع إليها.

ومع ذلك، لا ينبغي لهذه التحديات الظرفية، بأي حال من الأحوال، أن تثبط إرادتنا المشتركة في المضي إلى الأمام. لذا، يتعين على قارتنا أن تحول هذه التحديات إلى فرص للتنمية والنمو، وأن تعمل على تثمين مؤهلاتها، وتفرض منظورها الخاص لمسارها التنموي، وتبحث عن تطوير حلول محلية لمشاكلها، وأن تتحكم بشكل كامل في مصيرها.

وغني عن البيان أنه بدون تمويل كاف ومناسب لاحتياجات إفريقيا الخاصة، لن يتأتى لقارتنا تنفيذ إصلاحاتها ومشاريعها التنموية على الوجه الأمثل. لذلك، تشكل تعبئة الموارد، باعتبارها أمرا ضروريا لتحقيق نمو مستدام وشامل، شرطا أساسيا للتحول الهيكلي للاقتصاديات الإفريقية.

وبهذا الخصوص، نود أن نسلط الضوء على أربع ركائز رئيسية، ضرورية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة في إفريقيا:

أولا – تغيير النموذج المعتمد في تمويل التنمية : إن قارتنا مطالبة بتعبئة أكبر لمواردها الداخلية، والقيام بإصلاحات هيكلية من أجل تقوية الإطار الماكرو-اقتصادي، وتشجيع آليات مبتكرة لتمويل التنمية، والاستفادة الفعالة من التحويلات المالية للجاليات الإفريقية، إذ لم يعد بإمكان إفريقيا أن تعتمد فقط على الدعم العمومي للتنمية، أو التمويلات الخارجية المنشئة للديون.

ثانيا – إحداث بيئة مؤسساتية اقتصادية واجتماعية مواتية للتنمية : فتحفيز الاستثمار وريادة الأعمال، ومن ثم خلق فرص العمل، كل ذلك يستلزم تسريع وتيرة الإصلاحات المرتبطة بالحكامة الجيدة بصفة خاصة، وتحسين مناخ الأعمال، وتعزيز الشفافية، وحماية المستثمرين، ومحاربة الفساد وتخليق منظومة العدالة.

ثالثا – تعزيز المبادلات البينية الإفريقية وتنشيطها : لإن التكامل الاقتصادي للقارة الإفريقية لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة حتمية في ظل عالم معولم، لا تتعدى فيه حصة إفريقيا في التجارة العالمية نسبة 3%، بينما تمثل المبادلات البينية الإفريقية نسبة 16% من مجموع التجارة الإفريقية، مقارنة بـ 60% بالنسبة لأوروبا، و50% بالنسبة لآسيا.

كما أن إطلاق منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية يشكل فرصة سانحة لتنشيط التجارة بين البلدان الإفريقية، وجعلها عاملا محفزا للنمو والتنمية المستدامة في القارة، وتشجيع التصنيع وتعزيز مرونة الاقتصاديات الإفريقية وجاذبيتها للاستثمار.

رابعا – التثمين الشامل للموارد الطبيعية التي تزخر بها القارة : ففي ظل امتلاكها لـ 40% من الاحتياطيات العالمية من المواد الأولية، و30% من المعادن الاستراتيجية، إلى جانب ما تزخر به من مؤهلات كبيرة في مجال الموارد المعدنية والطاقية والمائية والفلاحية والبيولوجية، لم يعد من المقبول أن تكتفي إفريقيا بدور المُصَدر لموادها الأولية.

لقد آن الأوان كي تجني إفريقيا ثمار مؤهلاتها وإمكاناتها وثرواتها الضخمة، وتخلق قيما مضافة، وتوفر مداخيل جديدة لتمويل تنميتها. إلا أن تحقيق هذا المسعى يظل رهينا بالاستثمار في تحويل ثرواتها الطبيعية وتثمينها محليا، وخلق سلاسل قيمة إقليمية وتشجيع التصنيع وخلق فرص العمل، وتعزيز التكامل الإقليمي وشبه الإقليمي.
حضرات السيدات والسادة،

لقد تمكن المغرب من تعزيز دوره كمحفز استراتيجي للشراكات جنوب-جنوب، والقيام بدوره كجسر طبيعي يربط بين مختلف جهات القارة وبلدان الجنوب. وهذا ما حدا به إلى إطلاق مشاريع ملموسة ومهيكلة، ستفضي إلى تحويل المشهد الاقتصادي والاجتماعي للقارة على نحو مستدام.

ذلكم هو التوجه الذي يجري تنزيله عبر مشاريع قارية كبرى مثل خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يمثل مسارا حقيقيا للتكامل والتنمية الاقتصادية المندمجة.

وفي إطار التوجه ذاته، ووفق مقاربة قائمة على التضامن والتنمية المشتركة، قمنا مؤخرا بإطلاق المبادرة الأطلسية من أجل تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بهدف إرساء قاعدة صلبة لنموذج جديد للتعاون الإقليمي. كما أطلقنا مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، بما يعود بالنفع على جميع الأطراف.

وعلاوة على ذلك، تشكل الخبرة التي راكمها المغرب في عدة قطاعات استراتيجية، كالطاقات المتجددة، والفلاحة المستدامة، والخدمات المالية، والبنى التحتية للنقل، مرتكزا مهما لتطوير الروابط والشراكات على الصعيد القاري.

ومن جهة أخرى، ومن منطلق وعي المغرب التام بالأهمية القصوى للتمويل، فقد اعتمد مقاربة استراتيجية قائمة على تطوير آليات مالية مبتكرة، وعلى التعبئة الناجعة للموارد الوطنية.

وفي هذا الصدد، يبرز صندوق محمد السادس للاستثمار، باعتباره أداة حقيقية للتحفيز المالي، قادرة على تنشيط الاستثمار الخاص، ومواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتشجيع التنمية المستدامة. كما نجح القطب المالي للدار البيضاء (Casablanca Finance City) في تثبيت موقعه كمركز مالي إقليمي رئيسي، يجلب تدفقات مالية مهمة لقارتنا.
حضرات السيدات والسادة،
إن التنمية لا تتحقق بمجرد قرار، بل تبنى باعتماد سياسات طموحة، وبالاستثمار في الرأسمال البشري والحكامة الاقتصادية الحازمة.

ولذلك، لا بد من تكامل الجهود على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، بما يمكن من سد العجز الحاصل في تمويل التنمية، والمساهمة في بناء صرح إفريقيا الصاعدة، إفريقيا التي نطمح إليها جميعا.

غير أنه مع اقتراب استحقاق 2030 الخاص ببرنامج التنمية المستدامة، صار من اللازم، الآن وليس غدا، إدراج مسألة تمويل تنمية إفريقيا في صلب الأجندة الدولية.

فتخفيض نسب الفائدة المرتفعة المفروضة على البلدان الإفريقية في الأسواق المالية الدولية، والولوج إلى التمويلات الميسرة والقروض ذات نسب الفائدة المخفضة، وتعزيز قدرات المؤسسات المالية الإقليمية من أجل دعم الاقتصاديات الإفريقية، وتحسين تمثيلية إفريقيا داخل النظام المالي الدولي، بما يراعي تنوعها، وخفض الرسوم على تحويلات الجاليات الإفريقية، كلها مطالب مشروعة ينبغي إيجاد الأجوبة والحلول الملائمة لها.

وفي هذا السياق، يشكل المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية، المزمع عقده بإشبيلية في متم هذا الشهر، مناسبة سانحة للبلدان الإفريقية لمواصلة هذا الترافع من أجل حلول عاجلة لهذه المطالب.

حضرات السيدات والسادة،

إننا نعتقد أن تمويل التنمية في إفريقيا يحتاج إلى عمل جماعي، تتضافر فيه جهود التعاون على المستويين الإقليمي والدولي. كما ينبغي للنقاش الأساسي حول إصلاح النظام المالي الدولي أن يعتمد مقاربة متعددة الأطراف، تنخرط فيها بشكل كامل البلدان الإفريقية، التي غالبا ما يطالها التهميش في عملية صياغة ووضع قواعد النظام النقدي والمالي العالمي.

إن هذا الإصلاح الضروري، يجب أن يضمن وبشكل أساسي، تعزيز التمثيلية المشروعة لإفريقيا في الهيئات الدولية، بما يمكن الفاعلين في إفريقيا من التملك الحقيقي للرهانات والتحديات التي تواجههم، وما يتصل بها من حلول.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نؤكد أن تمويل التنمية في إفريقيا يظل رهانا كبيرا يقتضي حلولا مبتكرة وتضامنية تلائم واقع القارة.

وستواصل المملكة المغربية بكل إصرار، قيامها بواجبها في التعبئة الفعالة للموارد، وتقوية الشراكات الاستراتيجية، وتشجيع الآليات المالية الفاعلة والناجعة، وذلك انسجاما مع رؤيتها البناءة للتعاون جنوب-جنوب، ووفاءً بالتزامها الراسخ من أجل تنمية شاملة ومستدامة، لصالح الشعوب الإفريقية.

نشكركم على حسن إصغائكم، داعين الله تعالى أن يكلل أشغالكم بالتوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله تعـالى وبركاته”.

 


استمرار تصحيح امتحانات البكالوريا بمشاركة حوالي 52 ألف أستاذ

 


تتواصل عملية تصحيح امتحانات البكالوريا في دورتها العادية للموسم الدراسي الحالي، التي انطلقت يوم السبت الماضي، بمختلف مراكز التصحيح على الصعيد الوطني، وسط تدابير تنظيمية صارمة وإجراءات تربوية محكمة تهدف إلى ضمان شفافية النتائج وجودة عملية التقييم.
وفي هذا الإطار، سخّرت وزارة التربية الوطنية أكثر من 52 ألف أستاذ مصحح موزعين على 364 مركزاً بمختلف جهات المملكة، مع اعتماد نظام إلكتروني خاص بمسك النقط، يتيح إنجازاً سريعاً للعملية، ودقة أكبر في رصد الملاحظات، مما يساهم في تقليص هامش الخطأ والتقليل من الإشكالات المرتبطة بالتجميع اليدوي للمعطيات.