(ومع)
أبرزت افتتاحيات الصحف اليومية الصادرة اليوم الاثنين الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في بناء إفريقيا مندمجة ومزدهرة، مسلطة الضوء على الرؤية الملكية المتبصرة، وعلى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية كمحرك اقتصادي، وكذا التحديات المطروحة لتحويل هذا الطموح إلى نتائج ملموسة لفائدة القارة.
وفي هذا الصدد، توقفت صحيفة "العلم" عند تنزيل الرؤية الملكية الرامية إلى بناء إفريقيا قوية، متضامنة ومنسجمة، وذلك من خلال استضافة المغرب لعدد من المؤتمرات الإفريقية الكبرى بالرباط ومراكش.
وأوضحت الصحيفة أن هذه اللقاءات، التي شملت مجالات متعددة من قبيل الصحة والطفولة والعمل البرلماني والاندماج الاقتصادي القاري، تعكس مقاربة متعددة الأبعاد للتنمية الإفريقية، قوامها التعاون والتضامن والابتكار المؤسساتي.
كما شدد الكاتب على الدور الذي يضطلع به المغرب كمنصة مرجعية للعمل الإفريقي المشترك، لاسيما من خلال ريادته التشريعية وانخراطه الفاعل في تكوين أجيال المستقبل.
ويرى الكاتب أن هذه الدينامية تجسد رؤية ملكية ثابتة تعتبر التكامل والشراكة الإفريقيين رافعتين أساسيتين للاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة بالقارة.
وخلص إلى أن هذه الرؤية الملكية المتبصرة أضحت واقعا ملموسا وجليا للشعوب الإفريقية وللمنتظم الدولي على حد سواء.
من جهتها، أبرزت صحيفة "لوبينيون"، الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في النهوض بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وتعزيز تنزيلها، وذلك منذ التوقيع على الاتفاقية المؤسسة لها سنة 2018.
وأضافت الصحيفة أن احتضان مدينة مراكش لمنتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية يجسد من جديد قناعة المملكة الراسخة بإمكانية تجاوز الإكراهات السياسية والاقتصادية والتقنية عبر الحوار و"المفاوضات المباشرة".
وسلط كاتب الافتتاحية الضوء على الفرص الواعدة التي تتيحها سوق قارية تضم أزيد من 1,5 مليار نسمة، بما من شأنه تحفيز الاستثمار وخلق فرص الشغل وتعزيز التنويع الاقتصادي، لاسيما في البلدان الافريقية غير الساحلية.
ومن خلال استحضار نموذج الاتحاد الأوروبي ومفهوم "التجارة الناعمة"، اعتبر الكاتب، أن الاندماج الاقتصادي الإفريقي يشكل رافعة أساسية للاستقرار، والحد من النزاعات، ومكافحة الإرهاب، وتقليص التدخلات الأجنبية.
أما صحيفة "ليكونوميست"، فقد أبرزت أن الاندماج الاقتصادي الإفريقي، ولا سيما عبر بوابة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يمثل رافعة استراتيجية للحد من هشاشة القارة أمام الضغوط الجيوسياسية وتنافس القوى الكبرى.
ويرى كاتب الافتتاحية أن المغرب، باعتباره قطبا ماليا وصناعيا ولوجستيا، مدعو إلى الاضطلاع بدور محوري، خاصة من خلال تشجيع التنمية المشتركة والتوسع القاري لمقاولاته الصغرى والمتوسطة.
كما حذر من الحدود المحتملة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، معتبرا أن نجاحها يظل رهينا بالتفعيل الحقيقي، وبالقدرة على تجاوز الحواجز غير الجمركية، ونقص البنية التحتية، وبطء المساطر التنظيمية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق